الخميس، 3 ديسمبر 2015

معرض × معرض…

هذه المقالة تحتوي على واقع افتراضي وتتطلب تخزين برنامج الكويك-تايم.  

بعد 10 أيام مضنية، انتهى وتم بحمد الله معرض التصوير الذي كان مصاحبا لمعرض الكتاب العربي الأربعين، والذي يقام بدوره في نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام. وبجانب معرض التصوير فقد كان هناك معرض «دِنْ» للفن التشكيلي والذي كان فرصة جيدة للإطلاع على الفنون الأخرى والتعلم منها أو لمحاولة استلهام بعض المقتطفات منها. هذا، وقد أسعدني كثيرا تصوير المشاهد المستعرضة (البانوراما) في داخل معرض «دِنْ»، ولولا الصعوبات التي توالت لاحقا لكنت قد أتممت العمل بتوثيق معرض التصوير كذلك كما كانت الفكرة الأولية في بادئ الأمر.

زيارة معالي الشيخ سلمان الحمود الصباح لجناح مجموعة أصدقاء بهاء للتصوير

تم افتتاح المعرض في صباح يوم الثامن عشر من نوفمبر/تشرين الثاني بحضور وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب معالي الشيخ سلمان الحمود الصباح والذي تفقد أجنحة المشاركين في معرض التصوير ومن بينهم طبعا جناح مجموعة «أصدقاء بهاء للتصوير» والتي أنا عضو فيها. في هذه السنة كنت قد أقدمت على مغامرة، إذا صح لي التعبير. فقد قررت طباعة صور ثلاثية الأبعاد (أو ما يسمى أحيانا بالصور النقشية أو الإزاحية؛ Anaglyph)؛ ومن الصدف أن تلكم الصور كانت من سلطنة عمان الشقيقة وقد بدأ المعرض في الوقت الذي كانت تحتفل فيه السلطنة بالأعياد الوطنية. كنت اعتبرها مغامرة لأن الجمهور في هذه المنطقة من العالم لم يكن قد اعتاد على هذا النوع من الفن أو الخداع البصري إلا بالشيء اليسير، وليس في معرض فني بهذا الحجم. هذا، وقد تكرم معالي الوزير بالإطلاع على اللوحات ثلاثية الأبعاد وقد بدت على ملامحه استحسان الفكرة!

وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب معالي الشيخ سلمان الحمود الصباح أثناء تفقده الصور ثلاثية الأبعاد لدى زيارته لجناح مجموعة أصدقاء بهاء للتصوير.


كانت فترة ما قبل المعرض فترة عصيبة ومشحونة بالعمل الدؤوب وتغيير الخطط كذلك. لم يكن من المقرر عرض صور ثلاثية الأبعاد في الأصل. أما عملية اختيار أفضل الأعمال ثلاثية الأبعاد فكانت أيضا تحتاج إلى ترتيبات خاصة حيث لا يكفي الحكم عليها على الشاشة كما هو الحال مع الصور الاعتيادية، بل اضطررت إلى طباعتها طباعة تجريبية بأحجام صغيرة نسبيا للمعاينة والحكم على صلاحيتها للعرض (من ناحية التشكيل والتركيب الفني). وبالرغم من الاطمئنان إلى سريان الأمور بسلاسة إلا أن المشاكل قد بدأت بالظهور أثناء العرض، وقد كانت هذه المشاكل بشكل عام بمثابة دروس قيّمة؛ بالنسبة لي على الأقل.



 الصور المعروضة في المعرض

أول المشاكل التي واجهتني في عرض الصور ثلاثية الأبعاد هي الإضاءة. بسبب اعتماد الصور الإزاحية ثلاثية الأبعاد على درجتين خاصتين من الأحمر والسماوي (لتتمكن العينان من دمجهما إلى صورة واحدة باستخدام النظارات الخاصة) فإن درجة الإضاءة على الصورة تلعب دورا مهما، حيث من الممكن أن تعمل هذه الإضاءة على جعل الألوان باهتة فلا تتوافق درجات الألوان مع درجات ألوان النظارات الخاصة، وبالتالي لن يتمكن المشاهد من رؤية اللوحة بوضوح وبشكل ثلاثي الأبعاد. هذا ما حصل بالفعل، وخصوصا في أوقات العرض النهارية، لا سيما أن جناح المجموعة كان في الجهة المقابلة من الواجهات الزجاجية والتي تمكّن من دخول أشعة الشمس مباشرة دون ستائر. علاوة على ذلك، فإن الإضاءات التي وفرتها اللجنة المنظمة قد كانت شديدة ولا تتناسب مع ظروف العرض وقد تسببت بانعكاسات هالات الضوء على أسطح اللوحات اللامعة مما شكل صعوبات أخرى للرؤية. جعلنا هذا نفكر جديا بجدوى الطباعة بهذه الطريقة في المرات القادمة؛ ولعلنا سنضطر للطباعة على وسط خشن (أو ما يسمى أحيانا بـ «المطفأ» بالعامّية) لتفادي الانعكاسات الشديدة للإضاءة. قلما نتمكن من ترتيب الإضاءة كما نريد في مثل هذه المعارض.

زملاء في مجموعة أصدقاء بهاء للتصوير أمام صورة ثلاثية الأبعاد أثناء التجهيزات للمعرض،
وهم من الأمام إلى الخلف:
مرتضى القزويني، خالد المكي، جاسم الصفار.


الوكر

ذكرت سابقا بأن هذا المعرض كان مناسبة لطيفة للتعرف على بعض جوانب الفن التشكيلي، وقد اغتنمت الفرصة للتصوير في داخل معرض دِنْ. تعني كلمة «دِنْ» (Den) الوكر أو المخبأ في اللغة الإنجليزية (وتعني كذلك العرين أحيانا). أعجبني التصميم الداخلي وطريقة العرض والإضاءة، فقد كنّ يوحينَ بأن المكان هو فعلا مخبأ ما! وبعد محادثات طويلة وعمل مضني تمكنت أخيرا من البقاء فيما بعد ساعة الإغلاق للتصوير (نهارا) في داخل المعرض.






تمكنت من تصوير 4 مشاهد مستعرضة في داخل المعرض نفسه والمشهد الخامس في الخارج لمدخل المعرض.
يمثل تصوير المشاهد المستعرضة في بيئة مظلمة وذات إضاءات مختلطة تحديا كبيرا، ولذلك لا مناص من استخدام تقنية «النطاق العالي» (HDR) لتسجيل أكبر قدر من التفاصيل في شتى مناطق المشهد مع اختلاف مستويات الإضاءة الشديد. هذا، وقد تم تصوير مشهدين في زاويتي المعرض عند المدخل بطريقة مختصرة نظرا لعدم وجود التفاصيل الكثيرة في تلك المناطق علاوة على تفكيري المسبق بقطع الزوائد من تلك المشاهد المستعرضة. هذا، وقد استغرق العمل ما يقارب الساعتين، حاولت خلالها العمل بأدق وأسرع ما يمكن لإنهاء العمل قبل افتتاح الفترة الثانية (المسائية) للمعرض. وبالرغم من التخطيط لتوثيق أجنحة التصوير المشاركة إلا أن الخطة لم تسر كما كان مقدرا لها فألغيت هذه الفكرة تماما


 
بالرغم من تصوير خمس مشاهد مستعرضة فقط إلا أن الخيارات المتاحة كثيرة في تشكيل هذه المشاهد مع تغيير طرق الإسقاط الهندسي وتغيير زوايا الرؤية في كل إسقاط. تبدو الخيارات (نظريا) لا نهائية! ولكن برأيي، لا يصلح كل شيء للعرض والبعض منها قد يتطلب إصلاحا لبعض الخطوط مثلا وما شابه ذلك؛ الأمر الذي قد يستغرق وقتا طويلا. هذا، وقد تمكنت كذلك من صنع واقع افتراضي (QTVR) من إحدى هذه المشاهد الخمس.


واقع افتراضي من داخل معرض دِنْ


الخاتمة

هذه مقالة مختصرة عما كان يجول في حياتي في الأسابيع الماضية، وأنا حتى هذه اللحظة لا أزال منهمكا في كثير من الأمور الفنية المتعلقة بالتصوير، لا سيما المشاهد المستعرضة اللائي قمت بعملهن في الفترة السابقة؛ فلا يزال هناك الكثير من الاكتشافات ينتظرني في تلكم المشاهد. كنت أود عرض بعض الصور التي التقطتها لصالح متحف بيت العثمان (وهو متحف خاص في الكويت) ولكن لظروف الاتفاق فإنه علي الانتظار حتى يتم نشرها من قبل القائمين على هذا المتحف. على أمل أن تكون هذه المقالة قد أفادت عزيزي القارئ ولو بالشيء اليسير. منها، حتى نلتقي في المقالة القادمة إن شاء الله…

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق