سأتطرق
في هذه المقالة للحديث عن بقعة أخرى قمت
بزيارتها في إيرلندا، وهي وإن كانت بعيدة
بعض الشيء إلا أن هذه البقعة تتبع لمحافظة
غالواي.
كما
هي الحال مع قلعة آشفورد الواقعة على
مشارف قرية كونغ في مقاطعة مايو، والتي
يستغرق الطريق إليها ما يقارب الساعة
والنصف، فإن دير كايلمور يقع في الغرب من
محافظة غالواي ويبعد كذلك ما يقارب الساعة
والنصف من محل السكن.
كانت
هذه المرة الأولى التي أزور فيها هذه
المنطقة.
خريطة تبين موقع الدير (الدائرة الزرقاء) بالنسبة لبلدة أوغترارد (الدائرة الحمراء) حيث محل إقامتي. يمثل الخط الأصفر الطريق العام ن59. أنقر للتكبير |
يقع
الدير في منطقته الخاصة، أي ليس تابعا لأي
قرية أو بلدة، وقد تأسس على أرض قلعة
كايلمور على أيد بعض الراهبات البلجيكيات
اللائي كن قد هربن من أهوال الحرب العالمية
الأولى.
تعني
«كايلمور»
بالإيرلندية
«الغابة
الكبيرة»
وفي
الأصل كانت «نا
كِلّه مُوْوِره»
(na Coille Móire) فتم
أنجلزة الاسم (أي
تحويل نطقه إلى ما يناسب اللفظ الإنجليزي)
إلى
«كايلمور»
(Kylemore).
Glas ar An mBóthar (خَضار على الطريق) مشهد عام لأحد الطرق الريفية باتجاه الدير. التقطت من سيارة الأجرة. |
Conn na Mara (كون نا مارا) صورة توثيقية عامة للتمثال الرابض على مشارف قرية ريسّيس. |
عند
الوصول إلى الدير قمت بالتقاط صورة تقليدية
للمكان، والتي يلتقط السائحون مثلها آلاف
المرات كل يوم، وهي باستخدام عدسة مقربة
لعزل الدير عن محيطه نوعا ما.
ثم
تابعت الطريق للدخول إلى محيط الدير
(والدخول
يكون بتذكرة مدفوعة).
أول
ما لفت انتباهي هو تمثال يمثل السيد المسيح
(ع)*
مباشرة
عند الدخول إلى الباحة المؤدية إلى الدير،
فحاولت التقاط بعض الصور للتمثال مع بعض
العزل باستخدام عمق ميدان صغير، إلا أن
الأمر لم يفلح تماما واضطررت لاحقا (بعد
العودة إلى الوطن)
أن
أعمل على زيادة هذا العزل بشكل رقمي.
*جدير بالذكر بأن اسم السيد المسيح (ع) باللغة الإيرلندية هو (Íosa) وتنطق «إيسا» وهي شديدة القرب من اللفظ العربي للاسم (عيسى)، لدى المسلمين العرب بالطبع.
*جدير بالذكر بأن اسم السيد المسيح (ع) باللغة الإيرلندية هو (Íosa) وتنطق «إيسا» وهي شديدة القرب من اللفظ العربي للاسم (عيسى)، لدى المسلمين العرب بالطبع.
Na Coille Móire (كايلمور) صورة للدير قبل الدخول إلى الباحة. |
An Múinteoir (المعلم) رغم استخدامي لفتحة ب/1,4 لزيادة الغشاوة إلى الخلفية، إلا أن الأمر تطلب التعديل الرقمي لاحقا لزيادة هذه الغشاوة. أنقر للتكبير |
Mainistir na Coille Móire (دير كايلمور) حاولت قدر المستطاع أن أجعل الخطوط العمودية للدير متوازية للمحافظة على استقامة الدير. |
بعد
الانتهاء من هذا المشهد المستعرض قمت
بمحاولة بسيطة لالتقاط صورة بمرشح الأشعة
تحت الحمراء (كوداك)
لا
لشيء سوى الاختبار، وقمت بعدها بالتقاط
بعض التفاصيل المعمارية من الواجهة.
لقد
كان من الممكن الدخول إلى الدير ولكن حجم
وكمية أدواتي لم تكن لتسمح لي بالتحرك
بسهولة في الداخل علاوة على إزعاج مرتادي
المكان (وكوني
بمفردي فلم يكن بالإمكان ترك بعض أدواتي
خارجا والدخول بالكاميرا فقط).
على
إنني اكتفيت بهذا المقدار وتابعت مسيري
نحو الكنيسة القوطية.
صورة بمرشح الأشعة تحت الحمراء لواجهة الدير بعدسة كانون 15مم عين السمكة. استغرق التعريض ما يقارب التسع دقائق بحساسية 100. |
نفس الصورة أعلاه دون تحويل الصورة إلى الأسود والأبيض. تم تقويم الخطوط العمودية هنا حتى تكون متوازية (مع قطع الصورة لحذف بعض التفاصيل) أنقر للتكبير |
منظر عام للطريق المؤدي إلى الكنيسة القوطية من الدير. |
An Aingeal ag Fanacht (الملاك المنتظر) من التفاصيل المعمارية فوق بوابة الكنيسة. تم زيادة الغشاوة إلى الخلفية رقميا. أنقر للتكبير |
An Eaglais Ghotach (الكنيسة القوطية) لاحظ أنه لو كنت قد التقطت هذا المشهد المستعرض من أمام الكنيسة ذاتها لتراكمت بعض التفاصيل فوق بعضها البعض مما يؤدي إلى إرباك النظر. |
بسبب
ارتفاع أرض الكنيسة قليلا، فقد كان أمر
تحديد خط الأفق والذي يجب أن يكون خطا
مستقيما بلا أي انحناءات وفي منتصف الصورة
– كان أمرا عصيا على التحديد بدقة.
لهذا
السبب فقد كان جل اهتمامي قد انصب على جعل
الخطوط العمودية للكنيسة متوازية قدر
المستطاع، مما جعل الأطراف تمثل منحدرا
(وهذا
بالطبع ما كان على أرض الواقع).
على
أية حال، فإن الأمر لاحقا (بعد
العودة إلى الوطن)
لم
يتوقف عند حد المشهد المستعرض البسيط (أو
المسطح إن صح التعبير).
بل
إن هناك مناظير أخرى مثيرة أمكن تنفيذها
لنفس المكان.
وكما
كان الحال مع الدير فإنني لم أحبذ فكرة
الدخول إلى الكنيسة مع ما أحمل من أدوات
حتى لا أزعج أحدا (لا
سيما المصلين!).
بعد
الانتهاء قررت الرجوع ولو كان بالإمكان
إكمال المسير (إلى
مكان ما لا أعرفه من بعد هذه الكنيسة)،
لكن التعب أخذ مأخذه مني، علاوة على عدم
معرفتي بالمكان من بعد هذه الكنيسة ولا
كم من الوقت الذي قد استغرقه بالمشي!
قد
تم إبلاغي عند شراء التذكرة بأن هناك
حافلة خاصة للزوار حيث تنقلهم إلى حدائق
كايلمور، ولكنني لم أركبها حتى لا أبتعد
كثيرا عن سيارة الأجرة التي كانت بانتظاري
طوال الساعتين تقريبا.
An Gotach Sníomhach (القوطي الملتف) مشهد طولي لنفس المشهد المستعرض أعلاه بمنظور ميركاتور رأسي. |
الخاتمة
أتمنى
أن تحوز هذه المقالة القصيرة على رضى
عزيزي القارئ وأن تكون ذات فائدة تذكر.
لم
أشأ الدخول في الكثير من التفاصيل التقنية
المتعلقة ببعض أمور التصوير كون هذه
المقالة متعلقة برحلتي أكثر منها بطرق
التصوير، على إنني أتمنى أن تكون بعض هذه
المعلومات المذكورة هنا ذات فائدة للقارئ.
هذا،
وحتى نلتقي في المقالة القادمة
إن شاء الله…
Feiceann an Aingeal (الملاك يرى) إحدى التفاصيل المعمارية فوق بوابة دير كايلمور. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق