سأتناول
الحديث في هذه المقالة عن قلعة آشفورد
(Ashford
Castle). تقع
هذه القلعة بعيدا عن بلدة أوغترارد، وفي
الحقيقة تقع في محافظة أخرى، هي محافظة
«مايو»
(Mayo)،
شمال محافظة غالواي.
يستغرق
الوصول إلى المنطقة حوالي الساعة والنصف،
وتقع القلعة على أطراف قرية كونغ (Cong)؛
وهي قرية معروفة بديرها القديم الذي يعود
للعصور الوسطى.
للأسف،
بعد الانتهاء من القلعة لم أتمكن من زيارة
هذا الدير كما كان الحال قبل 5
سنوات
بسبب التعب.
يبدو
إنني أصبحت أشيخ مبكرا!
خريطة توضح المواقع النسبية أنقر للتكبير |
أصبحت
القلعة الآن فندقا بمستوى 5
نجوم،
ولهذه القلعة تاريخ طويل أقدم من تاريخ
قلعة أوغنانور في بلدة أوغترارد، حيث
أنها بنيت في موقع دير حوالي عام 1228
ميلادية.
تحيط
بالقلعة المساحات الخضراء حيث حُوّل
بعضها إلى ملاعب للغولف بجانب المتنزهات،
أما القلعة نفسها فيتم الدخول إليها عن
طريق جسر صغير يمر من فوق نهر أو جدول.
توجد
بعض الصور الجيدة للقلعة الملتقطة من
الجو يمكن معاينتها على موقع القلعة على
الشبكة (http://www.ashfordcastle.com).
Go dTí Caisleán (في الطريق إلى القلعة) ملتقطة من سيارة الأجرة، وفي الصورة هنا نرى تلال كونّيمارا (Connemara) الشهيرة. كنت قد حملت معي في الطريق الكاميرا مع عدسة 18-55مم البسيطة للتصوير السريع. |
كان
أول هدف لي عند الوصول إلى باحات القلعة
هو التقاط مشهد مستعرض، ولكن القرار بهذا
الشأن كان صعبا بحد ذاته، حيث أن «هندسة»
المكان
بحد ذاته لم تكن بالنوع الذي يمكن لعقلي
(البسيط)
تنظيمه.
لهذا
السبب كان من الصعب اختيار نقطة معينة
ومتوسطة للمعالم الأخرى في المكان حيث
يمكنني العمل على تصوير هذا المشهد.
في
نهاية المطاف قررت الوقوف أمام النافورة
الكبيرة، فأصبحت القلعة على يساري.
لا
أعتقد بأن هذا الخيار كان موفقا بسبب
صعوبة صنع توازن معقول في المشهد كما تبين
لي لاحقا.
Caisleán Ashford (قلعة آشفورد) لعله من المضحك أن تكون الظلال متجهة هنا نحو الشمس لا بعيدا عنها! على أية حال كانت هذه الطريقة الوحيدة لتوسيط القلعة والحصول على بعض التوازن في المشهد. |
لعل
من أهم العوامل التي ساعدت في جذب النظر
إلى هذا المشهد المستعرض ولو قليلا هو
عامل الغيوم، ويليه عامل الشمس؛ والذي
ساعدني التصوير بتقنية النطاق العالي
على التحكم بإضاءة قرصها لاحقا في برنامج
الفوتوشوب (كما
كان الحال مع المشهد المستعرض لقلعة
أوغنانور).
ولعل
المناظير الأخرى كانت أكثر إلهاما وأكثر
جاذبية من المشهد المسطح العادي (الكروي).
بعد
الانتهاء من هذا المشهد المستعرض حاولت
التقاط بعض الصور للنافورة الكبيرة في
باحة القلعة بعدسة الروكينون 8مم
عين السمكة، ولكن للأسف لم تكن الصورة
أكثر من توثيقية.
في
ذلك الموقف، ولعله بسبب التعب، لم تكن
الأحاسيس تعمل بشكل مبدع من الداخل، ولهذا
لم أستطع حينها أن أضع تصورا خياليا لكيفية
التقاط هذه الصورة!
على
أية حال، تابعت السير للبحث عن مصادر
إلهام أخرى.
تشتهر
قلعة آشفورد مع الأرض التابعة لها بطبيعتها
الخلابة والحدائق المزدهرة (ومدرسة
لتربية الصقور*)،
ولكنني قد لاحظت بأن أي صورة التقطها لهذه
الطبيعة كانت تخلو من التميز تقريبا،
ولهذا فقد توجهت للبحث في التفاصيل
والتصوير القريب بدلا من تصوير المساحات
الطبيعية.
ولكن
هذا لم يمنعني من القيام ببعض «التجارب»
بمرشحات
الأشعة تحت الحمراء، والتي تطلبت التعريض
المطول بطبيعة الحال.
* يبدو
أن هناك مصطلح خاص لهذا النوع من الرياضات
في اللغة العربية، وهو «البزدرة».
فيديو قصير للممشى حول مدرسة تدريب الصقور
An Fhianaise (الشاهد) تفصيل معماري من فوق الممر المؤدي إلى الحدائق باستخدام عدسة سيغما 70-300مم عند 300مم. أنقر للتكبير |
Cosán na Sí (طريق الجنيات) لقطة أخرى بمرشح كوداك للأشعة تحت الحمراء مع عدسة 15مم عين سمكة. استغرق التعريض ما يقارب 6 دقائق بحساسية 500! أنقر للتكبير |
Go dTí na Gairdiní (إلى الحدائق) منظر عام للممر المؤدي إلى الحدائق ويظهر مجسم الرأس في الأعلى منه. |
An Crann Mór (الشجرة العظيمة) مشهد طولي (مستطال) مكون من 5 لقطات بعدسة روكينون 8مم عين السمكة. |
الخاتمة
لقد
كانت هذه رحلتي إلى قلعة آشفورد باختصار،
وأرجو أن تكون قد راقت لعزيزي القارئ.
لقد
كان هناك الكثير من اللقطات لا سيما تلك
الملتقطة من السيارة للمساحات على الطريق
إلى ومن قرية كونغ ولكن لا داعي لوضع
الكثير منها هنا.
لقد
كان السبب الأول للذهاب إلى هناك هو عمل
المشهد المستعرض للقلعة (والتي
لا يمكن الدخول إليها من غير حجز مسبق
للأسف)،
وكان من المفترض عمل بعض المشاهد المستعرضة
بالدير، والذي لا يبعد كثيرا عن القلعة.
ولكنني
لا أندم على ترك هذه الفرصة، بل قمت بتذكير
نفسي بأنني في إجازة في نهاية الأمر ومن
المفترض أن أستمتع بوقتي (مع
التصوير)
لا
أن أنهك نفسي.
لو
كان الأمر يتعلق بموضوع ما أو عمل مقرر
فعله، فسيكون الأمر مختلفا تماما بالطبع.
هذا،
وحتى نلتقي في المقالة القادمة إن شاء
الله…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق