الجمعة، 13 يونيو 2014

مُعدّل السالب الرقمي (ACR)…

سأحاول في هذه المقالة أن استعرض بعض خواص مُعدِّل السالب الرقمي، الـ (ACR)، والذي يبدأ بمجرد فتح ملف السالب الرقمي في برنامج الفوتوشوب. إن هذا البرنامج لا يعتبر البرنامج الأوحد للتعامل مع السالب الرقمي، ولكنه أكثرها شيوعا، وهناك برامج أخرى منافسة له خصوصا على نظام الماكنتوش، مثل (Aperture). على كل، فأنا من مستخدمي نظام النوافذ أو Windows ولا يسعني التحدث عن نظام الماكنتوش الآن.
من البرامج التي من الممكن استخدامها لتعديل وتحسين السالب الرقمي، هناك مثلا، البرامج الملحقة مع كاميرات الكانون (إذا كان القارئ من مستخدمي الكانون)، أو بشكل عام تلك التي يوفرها المصنعون لمستخدمي كاميراتهم عند شرائها. يسمى برنامج الكانون بـ «ديجيتال فوتو بروفيشينال» (Digital Photo Professional)، ويمكن تحديث هذا البرنامج عن طريق الشبكة كذلك. وهناك أيضا برنامج الـ «راوثيرابي» (RawTherapee) والذي ذكرناه سابقا في معرض التحدث عن التصوير الليلي في مقالة سابقة. وأيضا هناك برنامج (DxO) وهو مميز لكونه يوفر بعض الخصائص لإصلاح الصور التي قد تعاني من مشاكل العدسات بعض الشيء. لن نتطرق إلى البرامج الأخرى الآن، حيث إنه كما أسلفت، فإن مُعدّل الأدوبي (ACR) هو أكثرها شيوعا، وله مميزاته:

1. سهولة الوصول إلى الأوامر بشكل مباشر.

2. توفير (وسهولة التحكم بـ) فضاءات الألوان.

3. كونه جزءاً من برنامج الفوتوشوب نفسه، يجعل العمل مع الصور وتعديلها أسرع (لأن هناك بعض التعديلات التي لا يمكن إجراؤها سوى بالفوتوشوب).

4. لا يحمل الكثير من التعقيد، خصوصا فيما يتعلق بالمصطلحات (مقارنة بالراوثيرابي على سبيل المثال).

5. من الممكن تعديل صورة ما ونقل هذه التعديلات بشكل آلي إلى صور أخرى، أو العمل مع صورتين في وقت واحد للمعاينة (عموما هذه خاصية مشتركة بين كل هذه البرامج تقريبا).

يفضل الكثير من الناس قراءة الكتب لتعلم محتوى هذا البرنامج وكيفية استخدامه. من ناحيتي، فأنا لست من مشجعي هذه الطريقة؛ أنا شخصيا لم أقرأ كتابا واحدا لتعلم هذه البرامج مطلقا. هذا لا يعني أن قراءة الكتب في هذا المجال ليست نافعة، فهناك بعض الخفايا التي من الممكن أن تذكر في هذه الكتب؛ ولكن أنا اعتقد بأن أنسب وسيلة للتعلم هنا هي العمل باليد مباشرة واستكشاف ما يحويه البرنامج من خبايا.
على كلٍّ، لن أناقش كل الأوامر هنا ولا كل التفاصيل المتعلقة بهذا البرنامج، فأنا سأترك البقية لعزيزي القارئ للاستكشاف.
للغور في خصائص هذا البرنامج فإنني سأقسم منطقة العمل إلى أقسام وشرح كل قسم على حِدة.

شريط الأدوات

شريط الأدوات

سأقوم هنا بسرد خواص هذه الأدوات الموضحة أعلاه من اليسار إلى اليمين.
1. أداة التكبير: وهي الأداة التي تقوم بمعاينة الصورة عن قرب. عند التكبير فإن نسبة التكبير تظهر في الأسفل من منطقة العمل على شكل نسبة مئوية، حيث تكون نسبة 100% هي بمثابة الحجم «الحقيقي» للصورة.

2. أداة اليد: وهي أداة لتحريك الصورة فقط لمعاينة مناطق مختلفة. يحتاج المصور إلى هذه الأداة عند التكبير وذلك للتحرك في نطاق الصورة.

3. أداة تحديد المستوى الأبيض: يمكن تحديد مستوى اللون الأبيض عن طريق اختيار هذه القطارة والنقر على مكان ما في الصورة، ويتم بعدها تغيير حرارة الألوان بالصورة تبعا لذلك لموازنة اللون الأبيض بحسب النقطة المختارة.

4. أداة اختيار الألوان: وهذه الأداة تقوم بمعاينة اللون في نقطة ما بالصورة وتوضح كذلك القيمة الرقمية للون في هذه النقطة.

5. أداة التعديل المستهدف: عند الضغط على هذه الأداة لمدة بسيطة فإن هناك قائمة ستظهر لتحديد الخاصية المراد تعديلها. يمكن بعدها بواسطة هذه الأداة الضغط على منطقة ما بالصورة وتعديلها بتحريك المؤشر يمينا ويساراً أو إلى الأعلى والأسفل. بالطبع عند تغيير منطقة ما ستتأثر مناطق أخرى بالصورة بهذه التعديلات. هذه الأداة مناسبة للتعديل السريع، أو، كما سنلاحظ لاحقا، عند عدم معرفة الصبغة اللونية لمنطقة ما يراد تعديلها.

6. أداة القطع: ويمكن الضغط على هذا الزر لإظهار خيارات أخرى تتعلق بنسبة القطع، ويمكن الضغط بشكل عادي واستعمال الأداة للقطع بشكل مباشر. يمكن للمستخدم أن يضغط على مفتاح «عالي» (Shift) في لوحة المفاتيح (ويظل ضاغطا) عند استخدام أداة القطع للمحافظة على نسبة الطول مع العرض. عند ضغط مفتاح «عالي» ثم استعمال أداة القطع على الصورة فإن القطع سيكون مربعا.

7. أداة التسوية: وهذه الأداة مناسبة لإصلاح بعض الميلان في الصورة، ويمكن استخدامها بشكل عمودي أو أفقي. يتم استخدام هذه الأداة عادة مع أي خط في الصورة من الممكن أن يكون معيارا لاستواء الصورة، مثل خط الأفق، أو خط عمودي تشكله المباني على سبيل المثال. لكل صورة طبيعتها. عند استخدام هذه الأداة فإن البرنامج سيتكفل بإدارة الصورة وقطعها بشكل آلي لتكون مستوية للناظر. لذلك، فإنه يفضل استخدام هذه الأداة أولا إذا تطلب الأمر، ثم استخدام أداة القطع إذا كان هذا مطلوبا، وليس العكس.

8. أداة إزالة البقع: وهي أداة للتنظيف السريع حيث يمكن للمستخدم أن ينظف الصورة من البقع التي قد تتشكل بسبب مشاكل في العدسة أو المستشعر مثلا، أو حتى لإزالة تفاصيل غير مرغوب بها. عند الضغط على بقعة ما في الصورة فإنه ستظهر دائرة زرقاء يمكن التحكم بحجمها عن طريق متابعة الضغط (من دون ترك زر الفأرة) والسحب. عند ترك زر الفأرة سيكون هناك دائرتين: حمراء، وهي للمنطقة تحت التعديل، والخضراء للمنطقة التي يُشتق أو يُنسخ منها التعديل. يمكن التحكم بمواقع الدائرتين كذلك بالضغط والسحب على أي منهما. وهناك أيضا خيارات ستظهر على اليمين من منطقة العمل عند اختيار هذه الأداة وهي للتحكم بقطر الدائرة كذلك ودرجة الشفافية ونوع التعديل المطلوب (نسخ Clone أو إصلاح Heal).

9. أداة إصلاح العين الحمراء: وهذه الأداة كما يخبر أسمها، هي لإصلاح الصور التي قد تكون اُلتقطت مع استخدام الومّاض فينتج عنها توهج أحمر اللون في العينين (وهذا له علاقة باتساع بؤبؤ العين). ببساطة، يتم استخدام هذه الأداة لتعديل لون العين أو على الأقل لتقليل حدة التوهج.

10. أداة فرشة التعديل: وهي كسابقتها في رقم 5، ولكن التعديل هنا يتم مباشرة عن طريق فرشة كالتلوين تماما على لوحة ما. عند اختيار هذا الأداة تظهر الكثير من الخيارات على اليمين من منطقة العمل ولا يسع ذكر التفاصيل الآن على أن فهم هذه الخيارات سهل جدا بمجرد التجربة والملاحظة.

11. أداة المرشح المدرّج: وهذه الأداة تحاكي مفعول المرشح المدرّج الحقيقي، حيث يمكن للمستخدم تعيين مدىً معين داخل الصورة وفي أي اتجاه كان، ومن ثم ضبط الخواص على اليمين (وهي تتعلق بالتعريض وتشبع الألوان… الخ). عند تعيين المدى، تظهر هناك دائرتان، خضراء لبداية التدرج، وحمراء لنهايته. تكون التعديلات هنا على شكل متدرج حيث تكون أقوى ما يكون عند الدائرة الخضراء وأضعف ما يكون عند الدائرة الحمراء. بالطبع لا تُعتبر هذه الأداة بديلا للمرشح الحقيقي عند التصوير!

12. زر التخصيصات: وهو زر يقوم باستدعاء بعض الخواص التي يمكن للمستخدم تعديلها إذا أراد. لا داعي لشرحها الآن حيث أن وضعها المبدئي لا يحتاج إلى تعديل عادة. ولكنني أشجع القارئ على قراءة هذه الخيارات والتعلم منها.

13 و 14. وهما أداتان للف الصورة بعكس ومع اتجاه عقارب الساعة على التوالي.

أساسيات

قسم الأساسيات
 وفي هذا القسم تتواجد مبدئيات التعديل لملف السالب الرقمي، وهي الأساسيات التي تجعل السالب الرقمي في مكان الصدارة من ناحية الأفضلية على الصور الثابتة من نوع ج.ب.ج.

1. قائمة المستوى الأبيض: ويمكن من هذه القائمة اختيار المستوى الأبيض كما هو الحال في خيارات الكاميرا.

2. حرارة اللون: وهي تتعلق بالمستوى الأبيض كذلك ولكن هذا الخيار يتيح تغيير حرارة اللون (بين الأصفر والأزرق) بحرية.

3. الصبغة: وهي كذلك تتعلق بحرارة الألوان وتعتبر مكملة لعمل حرارة اللون التي تسبقها.

4. التعريض: وهي بمثابة محاكاة للتعريض الحقيقي عند التقاط الصورة. نظرا لكون الصورة من نوع السالب الرقمي وتحتوي على معلومات قيمة عن الإضاءة من ضمن بياناتها، فإنه من الممكن زيادة التعريض بشكل رقمي حيث يمكن التنبؤ بدرجة السطوع رقميا. على كل حال، يُنصح بأن لا تتعدى زيادة التعريض هنا عن خطوة واحدة (1+) لتلافي خطر الضوضاء الرقمية قدر المستطاع. ويمكن طبعا خفض التعريض إذا تطلب الأمر ذلك.

5. إصلاح: وهذا الخيار يقوم بإصلاح منطقة السواطع دون المس بمنطقة الظلال. أي، يقوم باسترداد التفاصيل (أو خفض درجة السطوع) في منطقة السواطع من دون التأثير بمنطقة الظلال، وهذا سيجعل المخطط الضوئي ينضغط طبعا. يُقدّر عدد الخطوات التي يمكن استردادها عن طريق هذا الخيار إلى ما يقارب الواحدة أو الاثنتين.

6. إضاءة ملء: وهو بعكس سابقه، حيث يقوم بزيادة التعريض لمناطق الظل دون مناطق السواطع في الصورة. يأتي هذا التعبير، «إضاءة ملء»، من بعض التقنيات المستخدمة في التصوير بمساعدة الومّاض، حيث يسمى نوع الإضاءة التي تُوجّه إلى مناطق الظل في الصورة (لمعادلة الإضاءة العامة وتخفيف شدة الظلال) بـ «ضوء الملء»، أي تملأ منطقة الظل في الصورة.

7. مستوى الأسود: وهو خيار لتحديد اللون الأسود (أي درجته) ومن الممكن اعتباره مكملا لعمل إضاءة الملء بعض الشيء ولكن ليس دائما. عند تقليل قيمة هذا الخيار ستظهر الصورة بشكل باهت قليلا نتيجة تقليل التباين.

8. درجة السطوع: وهذا الخيار قد يكون مشابها بعض الشيء للخيار الرابع (التعريض) من حيث العمل ولكنه يختلف بالأساس من حيث طريقة العمل. فدرجة السطوع لا علاقة لها بالتعريض ودرجة الإضاءة، إنما هو خيار لتعديل أو لإعادة توزيع المخطط الضوئي للصورة ناحية منطقة السواطع، مما ينتج عنه صورة فاتحة نسبيا.

9. التباين: وهو من أبرز الخيارات المستخدمة لتحسين الصورة. يقوم هذا الخيار بزيادة الفرق بين مناطق السواطع والظلال بشكل جذري (ويُلاحظ هذا في المخطط الضوئي مباشرة) مما ينتج عنه بروز وحدة في الألوان والوضوح في الصورة. ينتج أيضا من استخدام هذا الخيار بعض الزيادة في تشبع الألوان.

10. الوضوح: ويقوم هذا الخيار بزيادة درجة الوضوح في الصورة عن طريق زيادة الحدة عند الحواف في أرجاء الصورة نفسها، ويمكن تقليل الوضوح كذلك لتكوين منظر أو شكل أنعم للصورة. هذا الخيار مفيد جدا عند تصوير الوجوه، حيث يمكن زيادة الوضوح للإيحاء بخشونة الوجه وحدته، أو تقليله للإيحاء بالنعومة (وكذلك لتخفيف التجاعيد والنمش).

11. الحيوية: وهو خيار متقدم لتشبيع الألوان. يقوم هذا الخيار بزيادة التشبع للألوان (أو إنقاصها) بما يسمى بالطريقة الذكية، حيث يُؤخذ ببعض الاعتبارات لبعض الألوان عند الزيادة (خصوصا الأحمر) بحيث يجب ألّا تتعدى مستوىً معيناً.

12. التشبع: وهو كسابقه ولكن من غير الاعتبارات السابقة، حيث تكون الزيادة والنقصان بشكل صرف.

منحنى النّسَقْ

منحنى النسق

في هذا القسم يمكن للمستخدم التحكم بدرجات المخطط الضوئي وإعادة توزيعه لملاءمة المطلوب. يُعتبر هذا القسم مكملا لعملية التباين في القسم السابق. يحتوي هذا القسم على أربع خيارات بسيطة تتحكم بمناطق معينة من المخطط الضوئي وهي من الأعلى إلى الأسفل: السواطع، الضياء، القواتم، الظلال. هذا التقسيم هو مجرد تقسيم دقيق للمخطط الضوئي من اليمين إلى اليسار على التوالي.

التفاصيل

قسم التفاصيل

وهذا القسم يَعنى بالتفاصيل الدقيقة في الصورة ولهذا نجد في الأسفل ملاحظة تقول: لمشاهدة أدق، كبّر إلى 100% أو أكثر عند استخدام هذا القسم. ينقسم هذا القسم إلى بابين: الأول يتعلق بحدة التفاصيل، والثاني يتعلق بتصفية الضوضاء الرقمية.
الباب الأول: الحدة:
1. المقدار: أي مقدار الحدة المطلوبة. يمكن تغيير هذا المقدار باستخدام الفارة أثناء الضغط على مفتاح التبديل (Alt) لمعاينة الصورة بدون الألوان عند التغيير، حيث أن الألوان قد تسبب بعض التشويش على عين الرائي وبالتالي على دقة العمل. بمجرد ترك مفتاح التبديل سترجع الألوان على ما كانت عليه.

2. القطر: وهو يَعنى بمجال وقدر الحدة عند الحواف داخل الصورة نفسها. يمكن هنا أيضا استخدام مفتاح التبديل لمعاينة الصورة من غير الألوان. عند زيادة المقدار كثيرا سيُلاحظ تكوّن طبقات أو خطوط بيضاء ساطعة حول الخطوط أو الحواف والحدود داخل الصورة (تسمى أحيانا بالهالة).

3. التفاصيل: كما هو واضح من الاسم، فهذا الخيار يساعد على إظهار بعض التفاصيل الدقيقة، وهو بمثابة مكمل للخيار الأول. هنا يمكن استخدام مفتاح التبديل أيضا لمعاينة الصورة من غير الألوان.

4. التغطية: في هذا الخيار يمكن تحديد المناطق التي تتأثر بالخيارات السابقة، ويفضل العمل هنا مع استخدام مفتاح التبديل عند تغيير القيمة. عند استخدام مفتاح التبديل ستظهر الصورة كبقع بيضاء سوداء فقط. تحدد المناطق البيضاء تلك المناطق الواقع تحت التأثير، وتحدد المناطق السوداء تلك المناطق الخارجة عن نطاق التأثير. هذا مفيد جدا للحد من بروز الضوضاء كثيرا عند زيادة الحدة للصورة بشكل كلي.

الباب الثاني: تقليل الضوضاء:
5. الإنارة: وهو الخيار المعني بتقليل تلك الضوضاء الناتجة عن التعريض نفسه. لربما يحتاج المستخدم إلى العمل مع تكبير 200% لدقة أكبر في تقليل الضوضاء هنا؛ في بعض الحالات.

6. تفاصيل الإنارة: وهو ما يحدد مجال تقليل الضوضاء السابق. تقليل الضوضاء بشكل كبير قد يشوه الصورة أحيانا ويجعلها «طينية» المظهر وتفتقر إلى التفاصيل الشادة للنظر (يسمى هذا المنظر بالانجليزية Muddy كذلك)، ولذا من الضروري التحكم بمجال هذا التأثير.

7. تباين الإنارة: وهو يتحكم بدرجة التباين على مستوى الضوضاء الإنارية من حيث الوضوح والخفة.
8. اللون: وهذا الخيار يَعنى بتقليل الضوضاء اللونية (والتي تكون على شكل بقع لونية باهتة). الضوضاء اللونية تكون عاملا في تقليل تباين وتشبع الألوان في الصورة بشكل عام، ولكن تقليلها كثيرا قد يزيد الطين بلة ويجعل الصورة باهتة أكثر. تزيد الضوضاء اللونية بشكل واضح مع زيادة حساسية المستشعر.

9. تباين اللون: وهو يتحكم بتباين الضوضاء اللونية بحيث يساعد على معاكسة تأثير انبهات الصورة نفسها.

م.ت.إ/درجات الرمادي

قسم م.ت.إ

يتحكم هذا القسم بصبغات الألوان بشتى درجاتها مع خصائصها الأخرى. «م.ت.إ» هي اختصار لـ «مسحة، تشبع، إنارة» وهي ما يعبر عنها بالانجليزية (Hue, Saturation, Luminance: HSL). وكذلك فإن هذا القسم يحوي خيارا لتغيير الصورة إلى درجات الأسود والأبيض والتحكم بدرجات الألوان تباعا لذلك. تسمى صورة الأسود والأبيض أحيانا بـ «صورة بدرجات الرمادي» (Grayscale)، والاسمان وجهان لعملة واحدة. للعلم فقط، فإن الصورة الناتجة بعد الانتهاء من تعديل السالب الرقمي ستكون بنظام «الرمادي» (أي Grayscale) وليس بنظام الـ (ح.خ.ز. RGB)، إلا إذا تمت تعديلات أخرى كما سنرى. على كل يمكن تحويل الصورة إلى نظام ح.خ.ز. بعد فتحها في برنامج الفوتوشوب بسهولة.
أُفضل أحيانا تحويل الصورة إلى الأبيض والأسود هنا بدلا من استخدام الفوتوشوب، بالرغم من مرونة الفوتوشوب نفسه، وذلك لأن برنامج معدّل السالب الرقمي يوفر درجات أدق من صبغات الألوان؛ فبينما يوفر الفوتوشوب نفسه تحويل الصورة إلى الأسود والأبيض والتحكم بنسق ستة صبغات من الألوان، يمكن عن طريق مُعدّل السالب الرقمي التحكم بنسق ثمانية صبغات للألوان، مما يوفر دقة أكثر في تعديل الصبغات المختلفة. فعلى سبيل المثال نرى بأن معدل السالب الرقمي يوفر خيارا خاصا لتغيير درجات اللون البرتقالي، بينما لا يتواجد هذا الأمر في برنامج الفوتوشوب نفسه (فاللون البرتقالي مندرج تحت صبغة الأحمر والأصفر).
التحكم بالألوان هنا يتم بشكل مباشر، من حيث المسحة والتشبع والإنارة (عن طريق النقر على الأقسام العلوية)، أو مع اختيار إحدى الأقسام والقيام بالتعديل عن طريق الخيار «رقم 5» بالنقر والتحريك (بالطبع عند التحويل إلى الأسود والأبيض سيتم التحكم بإنارة الألوان فقط). جدير بالقول بأن حرارة الألوان تلعب دورا في تشكيل الصورة حتى في الأبيض والأسود. أما الألوان فهي (من الأعلى إلى الأسفل) ولو كانت ظاهرة للعيان: الأحمر، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، النيلي، الأزرق، البنفسجي، القرمزي.

الصبغ المنفصل

قسم الصبغ المنفصل
في هذا القسم يمكن للمستخدم إضفاء صبغة ما على الصورة إما في مجال السواطع أو الظلال، أو الاثنين معاً. من الممكن استخدام هذا القسم مع أي صورة ولكن لن يكون التأثير واضحا وجليا إلا في الصورة المُحولة إلى الأسود والأبيض. ينقسم هذا القسم إلى ثلاثة أقسام (من الأعلى إلى الأسفل): السواطع، التوازن، الظلال. تعديل السواطع والظلال يتم بشكل مباشر عن طريق اختيار مسحة اللون ودرجة تشبعه، بينما يقوم التوازن بموازنة الصبغات بين الاثنين عن طريق تعديل المخطط الضوئي (بإعادة توزيع السواطع والظلال).

إصلاحات العدسة

قسم إصلاحات العدسة

يتخصص هذا القسم من البرنامج بعمل بعض الإصلاحات لبعض المشاكل في الصورة والتي قد تخلفها بعض العدسات، أبرزها التشتت اللوني (Chromatic aberration) والتظليل المحيطي (Vignetting). هناك مشاكل أخرى للعدسات ويمكن إصلاحها لاحقا في برنامج الفوتوشوب نفسه. على كل، هذه الأمور خارجة عن نطاق هذه المقالة وربما نخصص لها مقالة مفردة مستقبلا.
ينقسم هذا القسم إلى بابين: الأول يتعلق بالتشتت اللوني، والثاني يتعلق بالتظليل المحيطي.
الباب الأول: التشتت اللوني:
يعالج هذا الباب التشتت اللوني، ويفضل عند العمل هنا التكبير إلى 200% لمراقبة الحواف بدقة. أما الخيارات الموجودة فهي (من الأعلى إلى الأسفل): أهداب حمراء/سماوية، أهداب زرقاء/صفراء، منطقة المعالجة.
يقوم أول خيارين بمعالجة الأهداب أو الألوان المشتتة عند الحواف داخل الصورة بحسب النوع، فالأهداب الحمراء والسماوية معاكسة لبعضها، وكذلك الزرقاء والصفراء، ومع تعديل هذه الخيارات يتم إزاحة الألوان عند الحواف حتى تتفق مع الصورة وتختفي تماما (ولكن لن يكون هذا سهلا أو ممكنا في كل الأوقات!). أما القائمة الأخيرة فهي تعالج مشكلة التوهج، والذي يكون حول بعض الحواف بالأخص عند وجود مصدر قوي للضوء خلف الموضوع. تحتوي هذه القائمة على ثلاث اختيارات: إطفاء، حواف السواطع، كل الحواف.

الباب الثاني: التظليل المحيطي:
يعالج هذا الباب مشكلة التظليل التي تتكون عند حواف الصورة، حيث يلاحظ أحيانا أن زوايا الصورة تكون داكنة أكثر مما حولها. ليس بالضرورة أن يكون هذا الشيء سيئا حقا، ولكن هذه الأداة موجودة هنا لتعديل هذا التظليل وجعل الصورة متناسقة عند الأطراف. هناك خياران يتم التحكم بهما هنا (من الأعلى): المقدار، والتوسيط. يقوم المقدار بتعديل درجة التظليل (زيادة أو نقصان)، أما التوسيط فيحدد قطر ومدى هذا التعديل من منطقة الوسط. من الاستخدامات الأخرى لهذا الخيار هو «خلق» تأثير التظليل (وذلك بإنقاص المقدار إلى قيمة سالبة). هذا التأثير محبب لبعض الأنواع من الصور.

التأثيرات

قسم التأثيرات

وهذا القسم يحتوي على بعض التأثيرات التي يمكن إضافتها إلى الصورة وينقسم إلى بابين: الحبيبات (أو التحبيب)، والتظليل المحيطي بعد القطع.
أما بالنسبة للحبيبات، فإنه يمكن التحكم بها عن طريق 3 مساطر للتحكم بالمقدار، والحجم، والخشونة (بداية من الأعلى طبعا). تأثير الحبيبات قد يكون مفيدا لبعض المصورين الذين يحبون خلق صورة تتشابه مع تلك القديمة مثلا أو لغيره من الأغراض. التأثير هنا مشابه للضوضاء مع اختلاف الغرض وإمكانية التحكم بها.

أما الباب الثاني، والمتعلق بالتظليل المحيطي بعد القطع، فهو مشابه بعض الشيء لخيار إصلاح التظليل المحيطي في القسم السابق ولكن مع بعض الاختلافات. فالخيار هنا لا يتغير بعد قطع الصورة، أي لو قام المستخدم باستخدام هذه الأداة ثم قطع جزءاً من الصورة (لإعادة تشكيل الصورة مثلا) فإن التظليل سيتكون في زوايا الصورة بعد القطع من جديد (أما الخيار في القسم السابق لا يفعل هذا الأمر). علاوة على ذلك فهناك عدة خيارات للتحكم بالتظليل تفوق تلك الموجودة في القسم السابق:
1. قائمة النمط: وتحتوي هذه القائمة على أنواع الأنماط التي يتم فيها دمج التظليل مع الصورة؛ فهناك أولوية السواطع، وأولوية الألوان، والتغطية. لكل منها مميزات ولهذا لن أشرحها الآن ولكن يفضل التجربة والاختيار إذا تطلب الأمر هذا التأثير.
2. المقدار: وهو إما موجب أو سالب. أما الموجب فيكون أبيض اللون، وأما السالب فسيكون أسود اللون.
3. التوسيط: وهو كسابقه في القسم السابق، فهو يحدد حجم منطقة الوسط التي تكون من غير تظليل.
4. الاستدارة: وهو يحدد مقدار استدارة الحواف (أو منطقة الوسط كذلك).
5. النعومة: وهو يحدد مقدار انسياب ونعومة أطراف التظليل.
6. السواطع: وهذا المقدار لا يمكن التحكم به سوى عند اختيار قيمة سالبة للمقدار (رقم 2) وهو يحدد درجة السطوع في المناطق التي يحتويها التظليل (الأسود).

هذان البابان ليسا بالشيء الضروري للمصور (خصوصا أن هناك مجالات أكبر لإضافة التأثيرات في برنامج الفوتوشوب نفسه) ولكن من الممتع أحيانا استخدامهما قبل فتح الصورة في برنامج الفوتوشوب نفسه.

معايرة الكاميرا

قسم معايرة الكاميرا

ولن أسهب في شرح هذا القسم ولكن سيكون من المفيد لو أن المستخدم جرّب هذه الأشياء. كل هذه المساطر الموجودة هنا هي للتحكم بالألوان والصبغات لتكوين نوع من «التشخيص» الذي يفيد في معايرة ألوان الكاميرا. هذا، وقد تكلمت بشكل موجز عن معايرة الكاميرا في المقالة السابقة.

قائمة الخيارات

قائمة الخيارات

هنا قد تعمدت تجاهل قسمين قبل هذه وذلك لقلة استخدامهما. في هذه القائمة بالذات، لا يهمني فيها سوى ثلاثة أوامر قد تكون (لسبب أو لآخر) ضرورية نوعا ما. هذه الأوامر هي:

1. الإعدادات الافتراضية: وهذا الخيار يُرجع ملف السالب الرقمي إلى ما كان عليه قبل كل التعديلات المُنجزة. يمكن استخدام هذا الأمر حتى بعد فتح الصورة بالفوتوشوب نفسه أو حتى بعد فترة من الزمن؛ ذلك لأن التعديلات المنجزة على الملف لا تحفظ على ملف السالب الرقمي. فملف السالب الرقمي لا يمكن الحفظ عليه. لكن كل التعديلات المنجزة تحفظ بملف يسمى «الملف الجانبي» أو «ملف العربة الجانبية» (Side Cart File)، وهو ملف بصيغة «.xmp» تُحفظ فيه كل المعلومات عن العمليات المنجزة للتعديل.

2. تحميل ضبط: وهو الأمر الذي يستخدم لتحميل ملف جانبي إلى الصورة. أي، من الممكن أن تُحفظ التعديلات على ملف جانبي (xmp) وتطبيق هذه التعديلات على صورة أخرى عن طريق تحميل هذا الملف إلى الصورة الثانية.

3. حفظ الضبط: وهو الخيار الذي يتم فيه حفظ التعديلات على ملف جانبي.

أُخر

القسم الأخير والذي يظهر في الأسفل من نافذة البرنامج

يتبقى لدينا هنا آخرالخيارات في هذا البرنامج وهي (من اليمين): إتمام، إلغاء، فتح. أما بالنسبة لزر «إتمام» فهو يتمم عملية التعديل للصورة من غير فتحها في برنامج الفوتوشوب (سيكون هذا مناسبا لو أن المستخدم أراد إتمام عمله مع صورة معينة في وقت لاحق مثلا). أما الإلغاء فهو، كما هو معروف، إلغاء جميع التعديلات والخروج من البرنامج. أما أمر فتح فإنه يفتح الصورة في برنامج الفوتوشوب. يتغير آخر أمران عند الضغط على مفتاح تبديل (Alt)، فيتحول أمر «إلغاء» إلى «إعادة»، أي إعادة الأمور كما كانت عليه قبل التعديل، ويتحول أمر «فتح» إلى «فتح نسخة» والأمران متشابهان تقريبان لكن مع الأمر الثاني يمكن فتح أكثر من نسخة من نفس الملف على الفوتوشوب، بينما في الأول فإن الملف ذاته سينفتح فقط حتى مع إعادة التعديل بمعدل السالب الرقمي.
 
على اليمين من هذه الأزرار الثلاثة، يتواجد خيار التحديدات، وهو يتعلق بالفضاء اللوني، ونظام البت، ونقاوة العرض. على اليمين من ذلك، هناك زر «حفظ الصورة» وهو يستخدم لحفظ الصورة بأحد الصيغ المعروفة (مثل تيف أو ج.ب.ج.) مباشرة من دون فتح الملف في برنامج الفوتوشوب.

الخاتمة
أتمنى أن يكون هذا الموجز عن بعض وظائف المُعدّل الرقمي (ACR) قد وفّى ببعض الاحتياجات للمبتدئين. والحقيقة أن التجربة خير معلم. قد لا يحتاج المصور أكثر من الأقسام الأربعة الأولى من هذه المقالة، ولكن لا ضير أن يجرب الأقسام الأخرى كذلك، فلكل مصور اهتماماته الخاصة. هناك برامج أخرى لتعديل ملفات السالب الرقمي ولكن يجب فرد مقالة مخصصة لكل واحد منها. التعلم على هذه البرامج ليس بالشيء الصعب، خصوصا إذا أدركنا بأنه لا يمكن حفظ التغييرات بشكل دائم على ملف السالب الرقمي وأنه من الممكن، دائما، العودة إلى حالة الملف الأصلية. فالتلاعب والتجربة لاكتساب الخبرة هنا أمر مأمون نسبيا ولا خوف من ضياع الصورة مطلقاً. وحتى أن نلتقي في الأسبوع القادم إن شاء الله…

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق