الخميس، 20 مايو 2021

فقاعات!

مضى بعض الوقت منذ آخر مقالة كتبتها على هذه المدونة. ولقد كنت أبحث عن موضوع ما قد يثير الاهتمام، إما فيما يتعلق بأمور التصوير التقنية أو الفنية. وبسبب انشغالي في الفترة الأخيرة في الكثير من الأمور (ومع استمرار الجائحة خاصة) فلقد كان تفكيري كثير التشتت ولم أكن لأركز على محتوى هذه المدونة كثيرا. ولذا، فقد قررت العودة الآن مع مقالة لعلها تكون ذات فائدة لعزيزي القارئ. وستكون عن آخر أعمالي مع الومّاضات لتصوير الفقاعات! أجل، الفقاعات. فلها سحرها الخاص كما سنرى.


خلفية

لم يكن هذا العمل مع الفقاعات جديدا بالنسبة لي، فقد كانت لي محاولات سابقة في سنوات مضت، كان بعضها مع أعضاء مجموعة التصوير حينما كنت عضوا آنذاك، وبعض هذه المحاولات كانت فردية. ولكن الأمر مختلف الآن لتوفر المواد والعدد المناسب من الوماضات (وهذا العدد يسهل من العملية ولكن ليس من الضروريات). على أن متعة العمل (للأسف) قد لا تتم إلا عن طريق العمل الجماعي. فلو كان ذلك بالإمكان فإن احتمالات الإبداع في هذا النوع من التصوير ستزيد.



محاولة وحيدة من العام 2016 لتصوير فقاعة في الهواء.

لقد كان الهدف الأساسي لتصوير الفقاعات هو تصوير لحظة فرقعة (أو انفجار) الفقاعات، مما يعني تصويرا سريعا (أي باستعمال خاصية الوماض السريع). لم يكن ذلك سهلا ولم أنجح سوى بالتقاط لقطتين من هذا النوع ولكن في مقابل هذا الفشل تم تصوير الكثير من الفقاعات الملونة، والتي يمكن القول بأنها أعمال فنية بحد ذاتها! ولكن قبل هذه المحاولات، كانت هناك محاولات أخرى لتصوير الفقاعات بوساطة الوميض المتتابع كذلك. على أنني أعتبر هذه المحاولات من الأمور الثانوية للتجربة فقط.

في تجربتي مع الفقاعات هنا، كنت محدودا بالحركة وبعض الأشياء الأخرى التي سآتي على ذكرها فيما بعد ولكن عدم توفر المساعدة كان من أهم العوامل التي جعلت التجربة رتيبة بعض الشيء وخالية من الحركة وأيضا كان هذا العامل هو الفاصل والمانع لعدم تحقيقي لرؤيتي الخاصة التي كنت وضعتها مسبقا في ذهني لكيفية ظهور هذه الصور. وعليه فيجب أن أكرر هذه النقطة والتشديد عليها: إذا كنت تريد العمل في هذه التجربة، فحاول الحصول على المساعدة لتدبير بعض الأمور (سأوضحها لاحقا) للحصول على نتائج أفضل من تلك التي حصلت عليها.


التحضير

في البداية وقبل الولوج في عالم التقنيات وأعمال الكاميرا، أود الحديث قليلا عن سائل الفقاعات الواجب تجهيزه هنا. من الأمور المهمة في هذه التجربة هو التحضير لسائل فقاعات جيد حيث تكون الفقاعات الناتجة عنه ثابتة إلى حد ما ولا تتفرقع في الجو سريعا، وهذا ما يقتضيه التصوير هنا. يوجد الكثير من الوصفات على الشبكة تخص هذا الموضوع وسأذكر إحداها هنا ولكن الأمر لا يتطلب دقة كبيرة ومجال التجربة والخطأ متاح. على أية حال لا أظن عزيزي القارئ ممن لم يستمتع باللعب بالرغوة والفقاعات في الصغر! وعليه لن يكون هناك أي «سحر» جديد!

المكونات الأساسية لسائل الفقاعات هي:

  • سائل غسل الأطباق. وقد تنفع الأنواع الأخرى ولكن الغالب هو استخدام هذا النوع.

  • ماء

  • غليسرين (وقد تنفع بعض المواد الأخرى).

  • عود (مصاص) للنفخ في السائل (ويفضل أن يكون دقيقا)، أو ما شابه لنفخ الفقاعات عامةً.

كما ذكرت آنفا، هناك وصفات متعددة على الشبكة ولعل هذه أسهلها، وتكون النسبة بين سائل الغسيل والماء هي 3 إلى 1. أي لو استخدمنا 3 أكواب من السائل فذلك يقابله كوب واحد من الماء. هذه النسبة هي ابتدائية بالطبع وقد تُقرر عند العمل بها زيادة الماء أو سائل الغسيل وما إلى ذلك بحسب ما تراه مناسبا. قد يتطلب الأمر زيادة نسبة السائل لبعض الأنواع من سوائل غسيل الأطباق تبعا لتركيبتها الكيميائية التي تكون قد أُعدت خصيصا لتفكيك الدهون بيُسرٍ أكبر.

ثم يأتي دور الغليسرين، وعادة ما تُضاف ملعقة واحدة منه (ملعقة طعام). يساعد الغليسرين على تماسك الفقاعة بشكل أكبر ولمدة أطول وهذا مهم للتصوير (خاصة عند العمل وحيدا). ولكن الغليسرين ليس المادة الوحيدة التي يمكن إضافتها إلى الخليط! فيمكن إضافة السكر مثلا أو شراب الذرة وما إلى ذلك من السكريات خاصة اللزجة منها (مع المزج وتحريك الخليط بشكل جيد). وكنت قد أضفت السكر شخصيا في عملي هذا لعدم توفر الغليسرين. وهناك من قام بإضافة سوائل أخرى كشراب القيقب (ويسمى كذلك الإسفنديان Maple syrup) ويبدو أن السوائل المختلفة قد تعطي ألوانا مختلفة، ولكن في حالتي هنا فإن السكر كان كافيا لإظهار هذه الألوان على السطح. يجب التأكد من تحريك المحلول جيدا لخلط المواد بشكل جيد.



نموذج من الألوان المتشكلة على سطح الفقاعات خاصة بعد إضافة السكر.
قد تتحرك هذه الخطوط والمنحنيات مع مرور الوقت وقد تهبط جاعلة من الفقاعة سطحا شفافا بعض الشيء. يكفي النفخ بشكل خفيف على الفقاعة لتحريك السطح وإعادة نشر هذه الأشكال على الفقاعة.

كان هذا فيما يتعلق بتحضير محلول الفقاعات. نأتي الآن على طريقة تصوير الفقاعات أو بالأحرى كيف يجب نفخ هذه الفقاعات، فهنا تتوفر بعض الخيارات بحسب ما هو متوفر لدى المصور:

  • إذا كان هناك من يساعد في النفخ، فيمكن للمصور متابعة الفقاعة وتصويرها، وهنا يجب ضبط الوماض (أو الوماضات تباعا).

  • قد يمكن للمصور استخدام جهاز التحكم عن بعد للتصوير (مع تثبيت الكاميرا طبعا) بينما يقوم هو بالنفخ، وهي طريقة لا أشجعها شخصيا حيث أن تجربتي فيها باءت بالفشل وعدم الدقة.

  • أخيرا، وهي الطريقة التي اتبعتها شخصيا، وهي أن يتم تثبيت الكاميرا ونفخ الفقاعات على سطح ما لتثبيتها في مكان واحد.

في جميع تلك الطرق يجب ضبط الوماضات بالطريقة المناسبة طبعا. ومع تجربتي في تغيير أساليب الإضاءة، يمكنني القول بأن أنسب طريقة لإضاءة الفقاعات هي من الأعلى مع نشر الضوء فوق الفقاعة قدر المستطاع، وذلك لأن سطح الفقاعة سيعمل عمل عدسات «عين السمكة» والتي تمتلك زاوية رؤية واسعة. وعليه يجب تقريب مصدر الضوء لأقرب مسافة ممكنة من الأعلى، ولكن هذا لا يمنع من التجربة والإتيان بنتائج مختلفة (ومثيرة في كثير من الأحيان).

في هذه الحالة الأخيرة، أي عند تثبيت الفقاعات على سطح ما، يجب أن تتوفر بعض الاشتراطات البسيطة للنفخ، فيُفضل أن يكون السطح غير عميق وليس ضحلا كثيرا، وهذا لتسهيل النفخ في السائل لصنع الفقاعات. قد جربت شخصيا بعض الأغطية (كغطاء قنينة مياه بلاستيكية صغيرة) ولكنّي وجدت ضالتي في مبخر أو مجمر للزيوت العطرية وذلك لأن جوفه الانسيابي كان مناسبا وكذلك قطر السطح الدائري كان بمساحة مناسبة.



بعض الأوعية التي استخدمتها لصنع الفقاعات: (يمين) مجمر أو مبخر للزيوت، (وسط) غطاء علبة معدنية، (ويسار) غطاء قنينة مياه صغيرة. هذا وقد كان أنسبها هو المجمر.

أما بالنسبة للنفخ فهناك طريقتان يمكن من خلالهما صنع فقاعات عديدة، أو فقاعة واحدة كبيرة الحجم نسبيا:

  • النفخ بشكل عمودي في السائل يُشكل فقاعات عدة صغيرة.

  • النفخ بشكل أفقي قدر الإمكان يمكّن من إنتاج فقاعة كبيرة.

يمكن للمصور تجربة الحالتين، ولكن جرت العادة على نفخ فقاعة واحدة كبيرة، وبالطبع يعتمد الأمر على النظرة الفنية للمصور وما يرغب بتصويره.



(يمين) النفخ بشكل عمودي لتشكيل فقاعات صغيرة عدة.
(يسار) النفخ بشكل أفقي لتكوين فقاعة كبيرة نسبيا. يجب أن يكون عود المصاص تحت السائل ولكن غير ملامس للقاع، أي تقريبا بشكل أفقي تماما. قد لا يكون الأمر سهلا للوهلة الأولى ولكنه ممكن مع الممارسة.


التصوير

يتطلب العمل هنا استعمال الوماضات. ولأن الحديث هنا يدور عن تصوير الفقاعات خاصة فلا أريد الولوج في تفاصيل الوماضات واستخداماتها وطرق استخدامها، بيد أن على هذه المدونة هناك مقالتان أو ثلاث تتحدثن عن هذا الأمر. سأتطرق هنا إلى بعض الأمور المتعلقة بالوماض أو الوماضات ووضعها بالنسبة للفقاعات.

إحدى الصور الملتقطة مع وضع المجمِّل على الوماض وحمله باليد لإضاءة الفقاعة من جوانب مختلفة (من الأعلى في هذه الصورة).

فقاعة مضاءة بالوماض مع استخدام الناشر البيضوي من الأعلى ويُلاحظ انعكاس صورة الناشر على سطح الفقاعة ولهذا لم يكن العمل بهذا الناشر مناسبا.

(يمين) المجمِّل أو طبق التجميل والمستعمل غالبا في تصوير الوجوه.
(يسار) ناشر بيضوي.
وقد كنت تكلمت عنهما في مقالات سابقة على هذه المدونة.

في عملي مع هذه التجربة كنت قد استخدمت الوماضات المحمولة (الخفيفة) والتي دُرج على تسميتها بالـ «سبيدلايت» (Speedlite). والحقيقة أن الوماضات الثقيلة قد تفي بالغرض هنا بشكل أفضل ولكنها بالطبع ثقيلة وقد يكون تحريكها صعبا بعض الشيء، ولكنها من جانب آخر تفي بالغرض بشكل جيد وقد يكفي الواحد منها في هذا المقام لتوفير الإضاءة الجيدة نظرا لقوتها العالية. ولكن في عملي هنا كان اعتمادي على الوماضات المحمولة فقط؛ فأنا لا أمتلك وماضات كبيرة الحجم. وبحسب طبيعة العمل المستهدف من التصوير هنا فقد لا يحتاج المصور سوى إلى وماض محمول واحد فقط. بينما هدفي الأساسي في التصوير هنا كان تصوير لحظة تفرقع الفقاعة، مما يعني تصويرا سريعا، وخاصية التصوير السريع هذه تُضعف من قوة الوماض، ولذلك استعملت في هذا المقام 6 وماضات مجتمعة. مما زاد في ضعف قوة الوماض كذلك هو اعتمادي على ارتداد الضوء إلى الفقاعة وليس تصويرها بشكل مباشر لأني لا أمتلك ناشرا للضوء (أو ما يسمى بالـ Softbox) مناسبا. هذا، وقد جربت بعض الأساليب الأخرى في الإضاءة كـ «طبق التجميل» أو «المُجمّل» (Beauty Dish) والذي حملته يدويا وقربته من الفقاعات وحركته في اتجاهات عدة، ولكن لم أحصل على النتيجة المرغوبة حتى استعملت لوحا أبيضا لعكس الضوء ونشره فوق الفقاعة. وبدايةً كنت أحمل هذا اللوح الأبيض يدويا مع استعمال المؤقِّت لالتقاط الصورة (وهنا يتضح دور السكر أو الغليسرين في تماسك الفقاعة لبعض الوقت). ولكن حمل اللوح الأبيض واستعمال المؤقَّت ليس مناسبا للهدف الأساسي وهو تصوير لحظة تفرقع الفقاعة بالتصوير السريع. لهذا السبب، قمت باستعمال حيلة بسيطة لتعليق اللوح الأبيض وتقريبه من سطح العمل قدر المستطاع واستدعى هذا طبعا استعمال الوماضات جميعها. تم توجيه الوماضات إلى الأعلى مع استعمال قطعة الناشر البلاستيكي على رأس كل وماض؛ يتم استخدام هذا الناشر البلاستيكي لنشر الضوء الخارج من الوماض في حال استخدامه مع العدسات الواسعة (14مم وأكثر) ولكن في هذه الحالة وللمساعدة في نشر الضوء أكثر (لقرب مسافة اللوح الأبيض) قمت باستخدام هذا الناشر على رأس الوماض. هذا، وسنتطرق إلى قوة الإضاءة المطلوبة عند معرض الحديث عن العدسات لأن هذا الأمر له علاقة وثيقة بحجم بؤبؤ العدسة (أو فتحة العدسة).

بيئة العمل مع الفقاعات ونلاحظ اللوح الأبيض في الأعلى فوق المنضدة والذي سيقوم برد إضاءة الوماضات على الفقاعة وهكذا تتم إضاءة الفقاعة من الأعلى. بالطبع هذه طريقتي التي قمت باختراعها بنفسي لعدم امتلاكي لناشر مناسب علاوة على امتلاكي لهذه الوماضات فقط! عند العمل يتم إنزال اللوح قريبا من منطقة العمل، فقد تم رفعه للتبيان فقط.
الناشر البلاستيكي على رأس الوماض. تم سحب الناشر إلى الأعلى
للتوضيح فقط، فهو ينطبق على مقدمة الوماض بالطبع.



العدسات

أما فيما يخص العدسات، فقد آثرت العمل هنا بعدستين: 50مم و 100مم (للتصوير المجهري). اختيار العدسات هنا متاح للمصور ولكن بسبب صغر الموضوع هنا فإنه من الطبيعي اختيار عدسات تقرب الموضوع أكثر، بل إنني اضطررت لقطع الصور الملتقطة بعدسة 50مم لتقريب الموضوع أكثر وإزاحة المساحات الخالية من التفاصيل من الصورة. لو كان المصور هنا يتّبع طريقة تصوير الفقاعات في الهواء لربما كان من المناسب استعمال عدسة لها بعد بؤري أقل من 50مم لمجال رؤية أوسع قليلا ولمتابعة الفقاعة أو الفقاعات في الهواء بيسر، ولكن بالرغم من ذلك لا أنصح بهذا، فعدسة 50مم تناسب ظرفا كهذا مع ابتعاد المسافة عن الموضوع بالشكل المناسب.

حينما يتعلق الموضوع بفقاعة واحدة فقط ثابتة في موقع واحد كغالب الصور الملتقطة في هذا المقام فإن عدسة 100مم للتصوير المجهري كانت الحل المناسب، ليس لدرجة التقريب فقط وإنما لوضع العدسة قريبا من الفقاعات عند التصوير، وذلك لأن العدسات تختلف بمقدار أقرب مسافة للتركيز (والمسافة هنا تُحسب ما بين الموضوع والمستشعر لا مقدمة العدسة). أقرب مسافة لضبط التركيز لعدسة 50مم مثلا هي 45سم، ولذلك يجب إبعاد الكاميرا عن الموضوع حتى يتسنى التركيز بشكل وافٍ. بينما في العدسات المجهرية (100مم أو غيرها) تكون هذه المسافة أقرب من ذلك عادة، وبذلك لا يتطلب الأمر إبعاد الكاميرا عن الموضوع غالبا. وهذا على أية حال يعتمد على الموضوع وما يراه المصور مناسبا للتصوير.

ثم نأتي إلى بؤبؤ أو فتحة العدسة المطلوبة في تصوير تجربة كهذه. وفي هذا المقام لا أنصح باستخدام فتحة أقل من ب/8، لا وبل ب/11، وهذا سواء عند تصوير الفقاعات مع الحركة أو بدونها. وذلك لضمان عمق ميدان جيد عند تصوير هذه الفقاعات (خاصة عند استخدام عدسة تصوير مجهري). شكل الفقاعات الكروي قد يوقع المصور في بعض الحيرة بسبب الشكل الانسيابي؛ فالكرة بشكل عام لها طرف قريب من العدسة وآخر بعيد عنها ولهذا فإن استخدام بؤبؤ واسع (أو عدد بؤري صغير كـ «ب/2,8» مثلا) قد يضع التركيز على منطقة ويترك أخرى ضبابية بعض الشيء.

ومع استخدام عدد بؤري كبير (أي بؤبؤ ضيق) سيتطلب الأمر إضاءة أكبر. إذا كان الأمر يتعلق بالتقاط صورة اعتيادية للفقاعات فقد لا يتطلب الأمر الكثير وقد يكون وماض واحد كافيا للإضاءة مع ضبط قوته بالشكل المناسب (والحديث عن هذا الأمر لا يناسب هذا المقام). ولكن في حالتي هنا، فقد كنت ساعيا للتصوير السريع، وهذا النمط أو الخيار المتاح في الوماض المحمول يقوم بتقليل مجمل الإضاءة حتى عند ضبط قوته لأشد ما يمكن. ولذلك فإن هذا الجمع من الوماضات سيكون مناسبا لعملية من هذا النوع. ولربما كان الأمر يسيرا لمن يمتلك وماضا كبيرا مع خاصية التصوير السريع (بعض هذه الوماضات لا يمتلك هذا الخيار)، ولكني لم أتعامل مع أي وماض من هذا النوع من قبل.

بسبب ضيق البؤبؤ وضعف قوة الوماض الواحد بعد تشغيل خاصية التصوير السريع، كان رفع حساسية المستشعر أمرا شبه الحتمي، بالرغم من هذا العدد من الوماضات! ولذلك فإن معظم هذه الصور في هذه التجربة قد تم التقاطها بحساسية تتراوح ما بين 160 إلى 320 (وربما 400 في بعض اللقطات). لذلك، إذا كانت الكاميرا المستعملة هنا ذات مستشعر صغير (مثل كاميرتي من نوع كانون 7د) فعلى المصور توقع بعض التشويش والذي سيحتاج إلى بعض عمليات التنظيف (إن تطلب الأمر ذلك). أما إذا كان المستشعر من الحجم الكبير (أو ما يسمى بـ «الإطار الكامل» Full-Frame) مثل كاميرا كانون 5د وما شابهها فإن هذا التشويش أو الضوضاء الرقمية قد لا تكاد تُرى. فغالبا لهذه الكاميرات نقاوة (أو ما يسمى بنسبة الإشارة إلى الضوضاء) عالية وتكون الضوضاء أو التشويش فيها مقبول وضئيل حتى عند التصوير بحساسيات مرتفعة مثل 1600 أو حتى 3200.

أما فيما يتعلق بسرعة الغالق فإنها لا تؤثر كثيرا في مقدار دخول ضوء الوماضات إلى الكاميرا، ولكن هذا هو عمل البؤبؤ. والحقيقة أن أي سرعة غالق ستنفع هنا ما دامت الفقاعة أو الفقاعات ثابتة. إن كان الموضوع يتضمن حركة فعلى المصور ضبط سرعة الغالق تباعا. ولكن يجب الانتباه إلى محيط الفقاعات هنا، فإذا كانت الإضاءة المحيطة في المكان قوية نوعا ما فإن هذا يستدعي تسريع الغالق لإعتام هذه الإضاءة ومنح الوماضات مطلق التحكم في تشكيل إضاءة الصورة، إن أمكن. ولعل استخدام أقصى سرعة للغالق مع وجود الوماض (دون تفعيل خاصية التصوير السريع) هي الأنسب في جميع الأحوال؛ هذا ما عدا التصوير السريع كما فعلت أنا هنا. السرعة القصوى للغالق (أو سرعة المواءمة القصوى sync speed) في كاميرات كانون 7د هي 1/250 جزء من الثانية (أو بالتعبير العلمي: 4 مللي ثانية)، وهذه السرعة تتغير بتغير الكاميرا ولو حاول المصور تخطيها دون تفعيل خاصية التصوير السريع فإن الكاميرا ستبطل هذا الاختيار وتعاود التصوير بسرعة المواءمة المبرمجة في الكاميرا.

فقاعة لحظة التفرقع، وقد قمت بإزالة العود الخشبي المستخدم لفرقعة الفقاعة في برنامج الفوتوشوب لاحقا. وهي واحدة من لقطتين فقط نجحت بالتقاطهما لهذه اللحظة بسرعة 1/8000 جزء من الثانية.

بما أن هدفي كان التصوير السريع أساسا، فقد استعملت السرعة القصوى للكاميرا، وهي 1/8000 جزء من الثانية (أو بالتعبير العلمي: 125 ميكروثانية) ولذا فقد تم العمل بمجمله مع تشغيل خاصية التصوير السريع في الوماضات والذي يسمح بتخطي سرعة المواءمة بين غالق الكاميرا ولحظة إطلاق الوميض. كان هناك بعض التجارب بخاصية الوميض المتتابع كذلك ولكنها كانت ثانوية وليست محل التفصيل في هذا المقام. نظرا لكثرة الصور التي تم التقاطها وتحريرها فقد آثرت وضعها جميعا في هذا الفيديو:



إعلان قصير


تم تجميع جميع هذه الصور ورفعها للبيع على هذا الموقع
. كما يحتوي هذا الموقع على صور أخرى للبيع (وقد يكون هناك صور أخرى مُضافة وقت قراءة هذه المقال). رفعت هذه الصور والتي تتميز غالبا بالتجريد الفني لمن يرغب بتصميم بعض الأعمال الفنية باستعمال هذه الصور التجريدية للفقاعات. يمكن الحصول على أية صورة بأحجام مختلفة كذلك لتناسب رغبات المصمم.



الخاتمة

أرجو أن تكون هذه المقالة مفيدة لعزيزي القارئ وقد حاولت ألّا أطنب فيها بالتفاصيل خاصة تلك المتعلقة بالوماضات وعملها، حيث أن في هذه المدونة مقالات سابقة قد تحدثت عن أمور الوماضات المختلفة. فأذا كان عزيزي القارئ يرغب بالحصول على بعض هذه التفاصيل يمكنه مراجعة تلك المقالات السابقة. بجانب عمل الوماضات، فقد آثرت كذلك عدم التحدث عن تحرير الصور والعمل بها لأنني أرى أنه شيء خاص بالنظرة الفنية للمصور في عمله. لذلك إن لم تكن هذه المقالة كاملة الجوانب (ولن تكون) فإنني أحث عزيزي القارئ على التجربة والمعرفة، لا سيما فيما أخفقتُ فيه أنا شخصيا، وهو تصوير الفقاعات في الهواء، إن أمكنه ذلك. ذلك وحتى نلتقي في المقالة القادمة إن شاء الله…


 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق