سوف
أحاول في هذه المقالة أن أرجع إلى عالم
الكاميرا بعد أن كنت تركته في المقالة
السابقة من أجل شرح بعض عناصر العدسات.
في
هذه المقالة سأسرد بعض الوظائف الأساسية
والمتوفرة عادة في الكاميرات الرقمية
الحديثة، وسأحاول كذلك عدم الإسهاب في
الحديث عن هذه الإعدادات والخواص، لا
سيما أن معظمها من الممكن اكتشافه لو بذل
المصور المبتدئ بعض الجهد في استخدام
الكاميرا بشكل مكثف.
وسأحاول
كذلك التطرق إلى بعض الإعدادات التي تفيد
المبتدئين بعض الشيء.
نظراً
لكوني من مستخدمي كاميرات الكانون فسوف
أعتمد في شرحي على كاميرتي في المقام
الأول، ولكن يفترض أن لا تكون هذه مشكلة
كبيرة حتى مع مستخدمي العلامات الأخرى،
مثل نيكون.
كل
ما هنالك في الحقيقة هو تغيير في الاصطلاحات.
ولنبدأ
الشرح علي أولا أن أتقدم بنبذة ولو بسيطة
عن كاميرتي، وهي كانون إيوس 7د
(Canon
EOS 7D).
تعتبر
كانون إيوس 7د
كاميرا من المستوى الثاني، حيث يُقسّم
القائمون على التسويق والتصنيع الكاميرات
إلى 3
مستويات:
شريحة
المستهلك (الأولى)
وشريحة
المستهلك المتقدم (الثانية)
وشريحة
المحترف (الثالثة).
سبب
هذا التقسيم هو أن بعض الخصائص والوظائف
قد خصصت لشريحة معينة دون الأخرى (بعد
إجراء دراسات تسويقية على الأغلب).
ولذلك
نجد أن كاميرات المستوى الأول (المستهلك)
تتميز
بصغر المستشعر وقلة النقاوة بعض الشيء
وتواجد الكثير من الخيارات الآلية لمساعدة
المستهلك على التصوير السريع بعض الشيء
(ولكن
هذا لا يعني أن الصور لن تكون أقل من رائعة،
فالمصور هو الفنان الحقيقي خلف كل صورة
تُلتقط).
أما
المستوى الثاني فهو يقدّم للمستهلك بعض
الفوائد الإضافية (والسعر
المرتفع كذلك!)؛
كالنقاوة العالية نسبياً وبعض الخيارات
الأخرى التي تختلف أو تزيد بين كاميرا
وأخرى.
كاميرتي
هي من هذا المستوى، وسوف نلاحظ بعد قليل
بعض هذه الخيارات.
أما
المستوى الثالث وهو مستوى المحترفين فإنه
الأغلى سعرا ويتميز ببعض الأمور أهمها
حجم المستشعر الكبير والذي يتوافق في
حجمه مع حجم الأفلام المستخدمة في الكاميرات
الكلاسيكية (والتي
يكون عادة طول الوتر فيها مساويا لـ 35مم).
هذه
الخاصية تجعل كاميرات المستوى المحترف
أكثر نقاوة ودقة علاوة على تقليل الضوضاء
الرقمية وبعض الأمور الأخرى التي تساعد
على رفع جودة الصورة الرقمية.
قرص التحكم في كانون إيوس 7د |
كانون
إيوس 7د
هي كاميرا من المستوى الثاني كما أسلفنا،
ولعلك ستلاحظ عزيزي القارئ أن قرص التحكم
هنا ليس كباقي الكاميرات من المستوى الأول
(هذا
إذا كنت من مستخدمي المستوى الأول طبعا).
هذا
القرص والذي يمكن من خلاله توجيه الكاميرا
لأداء وظائف معينة يكون مملوءاً بالوظائف
الآلية في حالة المستوى الأول، ولكن هنا
لدينا الوظائف الأساسية علاوة على وظيفتين
آليتين اثنتين فقط.
1.
النظام
الآلي (Automatic):
هذه
الخاصية تجعل الكاميرا تتصرف بشكل آلي
تماما والمصور تحت هذا النظام يعطي
الكاميرا كامل الحرية في اختيارات التعريض
(Exposure)؛
فهي تحدد سرعة الغالق وفتحة العدسة وحساسية
المستشعر المطلوبة للحصول على إضاءة
مناسبة في الصورة.
الخيارات
المتاحة للمصور للتحكم محدودة جداً.
2.
آلي
إبداعي (Creative
Automatic): تحت
هذا النظام، يمكن للمصور ضبط بعض الخواص،
مثل الألوان ودرجة الوضوح أو التركيز
والكاميرا تتولى تنفيذ هذه الضوابط بشكل
آلي.
3.
النظام
المبرمج (Program):
وتحت
هذا النظام، تحدد الكاميرا بشكل آلي سرعة
الغالق وفتحة العدسة المطلوبة لتحديد
التعريض المناسب للصورة، ولكن في نفس
الوقت يكون المصور قادرا على تغيير بعض
هذه القيم والتحكم بالومّاض.
4.
أولوية
الغالق (Time
Value): في
هذا النظام، يحدد المصور سرعة الغالق
وتتولى الكاميرا تحديد فتحة العدسة
المناسبة للتعريض المناسب للصورة.
يمكن
زيادة كمية الضوء الداخلة لجعل الصورة
مضيئة أكثر عن طريق التحكم بشريط التعريض
(EV)،
وسيأتي شرحه لاحقا إن شاء الله.
5.
أولوية
الفتحة (ِAperture
Value): وهذا
النظام بعكس السابق تماما، حيث يتحكم
المصور بمقدار فتحة العدسة وتتولى الكاميرا
تحديد سرعة الغالق المطلوبة.
لعل
هذا النظام هو الأكثر شيوعاً بين المصورين
حيث إنه في الغالب يكون مقدار عمق الميدان
(درجة
الوضوح)،
والتي تحددها فتحة العدسة، هي المطلب
الأول للمصور، وليس سرعة الغالق.
6.
النظام
اليدوي (Manual):
وهذا
يعني بأن الكاميرا لا تتحكم بشيء بشكل
آلي البتة.
بل
إن المصور يكون لديه كامل التحكم على جميع
أساسيات الصورة (وهذا
هو المفضل لدي).
7.
المُطوّل
(Bulb):
ويقصد
هنا التعريض المطول، أي التعريض الذي
تكون فيه سرعة الغالق أطول من 30
ثانية.
في
الحقيقة إن بعض الكاميرات القديمة بعض
الشيء تدمج هذه الخاصية مع نظام أولوية
الغالق، ولكن هنا هي معزولة.
عادة
ما يتطلب استخدام هذه الخاصية اللجوء إلى
جهاز للتحكم الآلي لفتح الغالق وغلقه في
المدة المطلوبة وإلا فسوف يضطر المصور
إلى ترك اصبعه على زر التقاط الصورة لأكثر
من 30
ثانية!
هذا
بالطبع ناهيك عن الاهتزاز، ولهذا فإن
الحامل للكاميرا يعتبر من الأولويات
بالنسبة للمصور.
يقال
بأن سبب تسمية هذه الخاصية بالـ (Bulb)،
أي «مصباح»
باللغة
العربية، يعود إلى الكاميرات الكلاسيكية
حيث كان يتم وصل الكاميرا بجهاز تحكم
(ميكانيكي
في تلك الأيام)
لتنفيذ
هذا النوع من التصوير وقد كان شكل الزر
المستخدم في هذا الجهاز عادة ما يكون على
شكل المصباح فدُرجت تسمية هذه الطريقة
بطريقة المصباح أو الـ (Bulb).
8.
مخازن:
هذه
الاختيارات الثلاث هي لتخزين بعض الإعدادات.
ولو
إنني لم استخدمها قط حتى هذه اللحظة ولكن
من المفيد شرحها بشكل بسيط.
في
بعض الأحيان قد يعمل المصور بشكل روتيني
على بعض الإعدادات التي قد تتكرر في عمله
ولهذا بدلا من ضبط هذه الإعدادات في كل
مرة فإن كل ما على المصور فعله هو ضبطها
مرة واحدة وتخزينها (عن
طريق القوائم في الكاميرا نفسها)
في
إحدى هذه المخازن، للرجوع إليها وقت
الحاجة.
إعدادات
وخواص
سأستعرض
هنا بعض الخواص التي تهمنا كثيرا عند خلق
أي صورة وسأحاول سرد بعض الشرح عن بعضها.
على
أية حال لن يمكنني تبيان كيفية ضبط هذه
الإعدادات لأنها تعتمد على نوع الكاميرا.
كل
ما أريد توضيحه هنا هو بعض العوامل
وتأثيرها.
أ.
الحساسية
(ISO)
والمقصود
هنا هو حساسية المستشعر للضوء.
هناك
بعض التحفظ على هذا التوضيح حيث أنه مادة
المستشعر نفسها ليست هي التي تتحسس الضوء،
ولكن هذا تعبير شائع ومجاز.
يأتي
هذا التعبير من التاريخ الطويل للتصوير
الكلاسيكي حتى الوصول إلى المرحلة
الرقمية.
لقد
كانت الأفلام المستخدمة في التصوير مادة
كيميائية خالصة، وتحميضها كذلك كان عبارة
عن عملية كيميائية خالصة.
ماهية
الصنع بين هذه الأفلام المتنوعة والمختلفة
كانت تختلف في درجة حساسيتها للضوء وطريقة
التفاعل معه.
لهذا
السبب، تم تعيير هذه الأفلام بأعداد معينة
تحدد مدى سرعة تفاعلها مع الضوء، وبالتالي
تكون سرعة الغالق المطلوبة عند استخدام
هذه الأفلام سريعة نسبيا كلما زاد هذا
العدد.
هذا
العدد كان (ولا
زال)
له
علاقة ببعض العمليات الحسابية البسيطة
التي تساعد المصور على التنبؤ بمقدار
السرعة المطلوبة للغالق لتكوين صورة ذات
إضاءة جيدة (بل
إن بعض الشركات أصبحت تنتج بطاقات خاصة
مجهزة بكل الأرقام المطلوبة لمساعدة
المصورين).
عند
ابتكار الكاميرات الرقمية، فإن الصناع
قد عملوا على معايرة وقياس هذه الحساسية
مع ما يقابلها في المستشعر الإلكتروني
(وتعمل
بزيادة التيار الكهربائي المار بالمستشعر).
النتيجة
كانت هو ما يسمى بالـ (ISO)،
وهي ما سنسميه بالعربية هنا «حساسية
المستشعر»
(مع
بعض التحفظ).
يفضل
دائما التصوير باستخدام أدنى حد ممكن من
الحساسية، حيث أن زيادتها تزيد من الضوضاء
الرقمية في الصورة، ولكن قد لا يكون هذا
ممكنا بعض الأوقات (خصوصا
تصوير حركة في الضوء الخافت، أو عند عدم
وضع الكاميرا على حامل في الضوء الخافت).
بالنسبة
لي، فإن هذه الخاصية جيدة جدا عندما أقوم
بالتعريض المطول ليلا حيث تساعدني على
تحديد الوقت المطلوب لتحقيق إضاءة مناسبة.
لربما
تطرقنا إلى هذا الموضوع في وقت آخر.
ب.
توازن
الأبيض (White
Balance, WB)
إن
هذه الخاصية هي من الإعدادات التي كثيرا
ما تثير اللغط عند المصورين خصوصا إذا ما
كان المصور ذا خلفية في نظرية الألوان
وحرارة الألوان.
لن
أتطرق إلى الكثير من هذه الأمور الآن،
ولكن الغرض من هذه الخاصية هي تحديد درجة
اللون الأبيض للكاميرا لكي تقوم ببناء
ومعايرة الألوان بناءا على ذلك.
قد
يندهش القارئ حينما يعلم بأن من أصعب
الألوان التي يمكن التعرف إليها هي في
الحقيقة اللون الأبيض!
في
الحقيقة، إن اللون الأبيض هو فقط لون في
عقولنا وذاكرتنا.
لتبيان
ذلك، قم بهذه التجربة البسيطة جدا:
أحضر
مجموعة من الأوراق من مصادر مختلفة ومن
شركات مختلفة، ثم أنظر إلى كل واحدة منها
على حدة.
بعد
ذلك، ضع هذه الأوراق بجانب بعضها البعض
ثم أنظر أيهم أكثر بياضا.
ماذا
ترى؟ أراهن عزيزي القارئ بأنه سيلاحظ إنه
لا يوجد لون «أبيض»
بل
إنه سيلاحظ أبيض مصفر، مثلاً، أو أبيض
محمر قليلاً وهكذا.
إننا
نرى بعين العقل ولن نفيق من هذه الرؤيا
إلا عند مقارنة الأشياء ببعضها.
وعليه،
فإن هذه المشكلة تحديدا تنتقل معنا إلى
عالم التصوير الرقمي (وقد
كانت المشكلة أكبر في عالم التصوير
الكلاسيكي)
حيث
يجب تحديد ماهية اللون الأبيض للكاميرا.
الكاميرات
الرقمية الحالية تتميز بوجود وضعية
التحديد الآلي للون الأبيض عن طريق
المقارنة الداخلية في حاسوب الكاميرا
نفسه.
على
أية حال قد لا يكون هذا المطلوب.
في
بداياتي مع الكاميرات الرقمية كنت في
الحقيقة أستعمل هذه الخاصية بالذات لإضافة
المؤثرات على الصورة وجعلها أكثر جذبا
وإثارة، ولم يكن يهمني تكوين صورة ذات
ألوان صحيحة.
عند
التطور إلى التصوير المعقد، توجّب علي
درس الموضوع بعناية عند التصوير لأحقق
الغاية والمنظور الذَينِ أصبو إليهما.
هناك
بعض الإعدادات الجاهزة لمعادلة الألوان
وسميت هذه الإعدادات باسم نوع الإضاءة
التي تحاول معادلتها:
1.
مستوى
التنجستين (Tungsten
WB): ومن
المفترض أن يكون هذا المستوى من الأبيض
معاكساً لإضاءة مصباح التنجستين التقليدية
ذات اللون الأصفر، ولهذا فإن اختيار هذا
المستوى سوف يجعل الصورة مزرقة بشدة تحت
أنواع الإضاءات الأخرى.
شخصياً،
أستخدم هذا المستوى أحيانا عند التصوير
في الليل الحالك لزيادة زرقة السماء
قليلا.
صورة ملتقطة بمستوى التنجستين |
2.
مستوى
الفلور(Fluorescent
WB): ويُعنى
بذلك إضاءات الفلور (والتي
اعتاد البعض تسميتها بالنيون خطأً).
يكون
هذا المستوى مزرقا قليلا مع درجة من الأحمر
الخفيف أو الأرجواني (ذلك
لأن بعض أنواع هذه الإضاءات تضيء ببعض
الخضرة، واللون الأخضر يعاكسه اللون
الأرجواني على دائرة الألوان).
شخصياً،
هذا المستوى من اللون الأبيض هو المفضل
لدي عند التصوير في أوقات الغسق حيث يضفي
جواً خياليا وساحراً (بشرط
تكوين الصورة بشكل جيد طبعاً).
صورة ملتقطة بمستوى الفلور |
3.مستوى
الظل (Shade
WB): وهو
يضفي بعض الصفرة إلى الصورة ليعادل الزرقة
الخفيفة التي تتكون عند التصوير في منطقة
يتوفر فيها الظل.
صورة ملتقطة بمستوى الظل |
4.
مستوى
ضوء النهار(Daylight
WB): وهو
أيضا يصفر الصورة ليعادل زرقة الأجواء
عند التقاط الصور في وضح النهار في الخارج
وعند ارتفاع الشمس في كبد السماء.
صورة ملتقطة بمستوى ضوء النهار |
5.
مستوى
الومّاض (Flash
WB): وهو
ما يفضل استخدامه عند التصوير باستخدام
الومّاض، ولأن الومّاض عادة ما يضفي صبغة
زرقاء على الصورة، فإن هذا المستوى يضيف
صفرة على الصورة ليعادل الزرقة.
صورة ملتقطة بمستوى الومّاض |
6.
مستوى
الغائم (Cloudy
WB): وهو
المستوى الذي يتناسب مع الجو الغائم، حيث
أن الجو الغائم يتميز ببعض الزرقة التي
تحدث بسبب إضاءة الشمس الخفيفة وتوفر
الظل.
صورة ملتقطة بمستوى الغائم |
7.
مستوى
التخصيص (Custom
WB): وهذا
ليس نوعاً خاصاً إنما هو خيار يتيح للمصور
ضبط المستوى الأبيض بناءا على صورة معينة
يلتقطها المصور ويقوم الحاسوب بتعيين
المستوى الأبيض من هذه الصورة.
8.
حرارة
اللون (Color
Temperature): وهذه
الخاصية تتيح للمصور تغيير المستوى الأبيض
بتغيير حرارة الألوان.
حرارة
الألوان هنا ليس المقصود منها الحرارة
المتداولة بين العامة،
حيث يكون اللون الأحمر أكثر حرارة من
اللون الأزرق، فهذا رائج في عالم الفن
فقط وليس بالتعبير العلمي الصحيح.
الأصح
هو أن اللون الأزرق أكثر حرارة من اللون
الأحمر، وتقاس حرارة الألوان بوحدة
الكلـڤـن
(Kelvin).
عند
استخدام هذه الخاصية لتغيير درجة الحرارة
فإن تقليل درجة الحرارة سوف يزرق الصورة
– فاللون الأصفر أقل حرارة من اللون
الأزرق فيُعادل به (الأزرق
والأصفر متقابلين في دائرة الألوان).
9.
التحديد
الآلي (AWB):
وهي
الخاصية التي تترك للكاميرا عملية تحديد
مستوى اللون الأبيض بشكل آلي ومن دون تدخل
المصور (ويمكن
تغييرها لاحقا لو كان المصور يستخدم نظام
الـ«راو»
(RAW)
وسيأتي
الكلام عن هذا النظام لاحقاً إن شاء الله).
صورة ملتقطة بالمستوى الآلي |
دائرة ألوان تعود إلى عام 1908. المصدر: http://en.wikipedia.org/wiki/Color_wheel |
هذه
بعض الإعدادات التي تتواجد في كاميرتي
والتي تختص بعملية موازنة اللون الأبيض.
قد
تزيد في بعض الكاميرات وقد تنقص، ولكن في كل الأحوال فهي تعمل بنفس الطريقة بحيث تقوم
بضبط الألوان عن طريق تحليل نوع الإضاءة
وإضافة صبغة معاكسة لهذا النوع للحفاظ
على حيادية الألوان قدر المستطاع وعدم
اكتسابها للون إضافي بجانب اللون الأساسي.
عند
التعمق بعض الشيء في عملية موازنة اللون
الأبيض نجد هناك أيضا خيارات أخرى أحيانا
مثل ما يسمى «إزاحة
اللون الأبيض»
(WB Shift) وهو
خيار يتيح للمصور القيام ببعض الأعمال
منها إضافة صبغة معينة من لون معين (ما
بين الأزرق والأصفر والأرجواني والأخضر)
أو
كالتقاط صور متتالية تكون لكل منها صبغة
معينة.
شاشة عرض خيار إزاحة التوازن أو المستوى الأبيض كما هو في كانون إيوس 7د |
قد
يثير هذا الكثير من التساؤلات حول مدى
أصحية الألوان في الصورة في أي حال من
الأحوال؛ أو بصياغة أخرى:
ما
هو المعيار الموثوق للحصول على ألوان
صحيحة في الصورة؟ الإجابة على هذا السؤال
قد تكون طويلة مع الشرح ولكن ببساطة شديدة
هي:
البطاقة
الرمادية.
هذه
البطاقة تأتي بأحجام مختلفة ولأغراض
مختلفة، أبسطها قد يكون بحجم كف اليد بحيث
يستطيع المصور استخدام هذه البطاقة لتعيير
المستوى الأبيض (أجل،
المستوى الأبيض)
وكذلك
لأغراض أخرى مثل تحديد التعريض المناسب.
وهي
قصة طويلة وتحتاج إلى مقالة على حدة.
علاوة
على البطاقة الرمادية، كنت في الحقيقة
أستخدم أحيانا الأجسام ذات اللون الأبيض المحيطة بي (أو
بمعنى أدق، ما كنت أراه بلون أبيض).
تواجهني
هذه المشكلة أحيانا في التصوير داخل
المباني حيث أن الإضاءة قد تكون مختلطة
أو معقدة بحيث أن الاختيارات المتاحة لا
تؤدي المطلوب.
بناءا
على ذلك فإنني أقوم بتصوير جسم أبيض (مثل
الحائط، والمهم أن يملأ الجسم الصورة)
وأستخدم
هذه الصورة لتعيير المستوى الأبيض (كما
أسلفنا في رقم 7).
وأيضا
هناك بعض الأدوات الأخرى التي من الممكن
أن تساعد على معايرة اللون الأبيض مثل
القرص الأبيض أو قرص المعايرة ويوضع أمام
العدسة والبقية كما أسلفت في رقم 7.
هذه
الأدوات قد وُجدت وخصصت لتمكين المصور
من خلق صورة قريبة من الحقيقة قدر المستطاع
مع ألوان صحيحة وخالية من الخطأ، لكن على
المصور أن يسأل نفسه حقاً:
هل
هذا هو فعلا
ما أريد؟ إن الفن والإبداع عادة ما يتخطى
الحقائق ولذلك بعد كل هذا الشرح على المصور
أن يكون متأكداً إنه لا بد أن يكسر هذه
القواعد وهذه الحيثيات مستقبلاً لابتداع
صورة خلاقة جديرة بالنظر والتأمل.
ج-
مقياس
الضوء (Metering)
وهذه
الخاصية وُجدت لتحديد التعريض المناسب
للصورة وللحصول على الإضاءة الملائمة
لعرض أغلب التفاصيل في الصورة.
قد
لا يكون هذا ممكنا في كل الأحوال حيث تكون
نسبة الإضاءة في مكان ما متفاوتة بشكل
كبير أحيانا يصعب معها توضيح كافة التفاصيل
في صورة واحدة (ومنها
تم اختراع الصور عالية النطاق HDRI).
يوجد
في العادة ما بين ثلاث إلى أربع طرق لقياس
الضوء؛ وفي
كاميرتي هي أربع حالات:
1.
القياس
المركزي (Center-Weighted
Metering): وهذا
النوع من قياس الضوء يقرأ نسبة الضوء في
المشهد المراد تصويره ككل،
مع وضع الاعتبار لمنطقة المنتصف في المشهد،
ومن ثم قياس المعدل.
ويتم
تحديد العمليات الأخرى (سرعة
الغالق وفتحة العدسة… الخ)
تبعا
لذلك.
2.
القياس
النُقطي (Spot
Metering): وهو
يقيس الإضاءة من نقطة في المنتصف (ويمكن
التحكم بموقع القياس في بعض الأحيان).
هذه
الطريقة مناسبة جدا لقياس الضوء في المشاهد
الصعبة حيث تكون الإضاءة غير غالبة على
المشهد ولكن متواجدة في أماكن صغيرة
مثلاً.
3.
القياس
الجزئي (Partial
Metering): وهو
مشابه للقياس النُقَطي ولكن المنطقة
المُقاس منها تكون أكبر بقليل.
4.
القياس
التقييمي (Evaluative
Metering): وهو
من أحدث التقنيات التي تم استحداثها في
هذا المجال حيث يقوم الحاسوب في الكاميرا
بتقسيم المشهد المراد تصويره إلى مناطق
معينة وبعدها يقوم الحاسوب بقياس الضوء
في كل من هذه المناطق ومن ثم حساب المعدل
للإضاءة.
لعلها
الطريقة الأنسب لأغلب الحالات التي تواجه
المصور عادة.
الرموز المستخدمة في تعيين طريقة قياس الضوء، وهي من الأعلى: تقييمي، جزئي، نُقطي، مركزي. المصدر: http://www.learn.usa.canon.com/resources/articles/2011/qt_photograph_snow_article.htmlp |
هذه
التسميات قد تختلف طبعا بين شركة وأخرى
وقد تختلف طريقة التطبيق ولكن من المفترض
أن يكون المنطق من وراء عملية قياس الضوء
هي ذاتها.
وجدير
بالذكر بأن عملية قياس الضوء للتصوير هي
عملية معقدة وكثير من المصورين (بالأخص
مصوري الستوديوهات
المحترفين)
يفضلون
استخدام مقياس منعزل عن الكاميرا ومتخصص
أكثر، وذلك لكونهم يقيسون الضوء الساقط
على الجسم وليس المنعكس من الجسم؛ فشَتّان
بين الطريقتين.
المقياس
داخل الكاميرا هو في الحقيقة مقياس للضوء
المنعكس، وهذه الطريقة تعتمد على المقارنة
بين الضوء المنعكس ودرجة الرمادي المعتدل
المسجلة في حاسوب الكاميرا، ولذلك عند
تصوير بعض الأجسام البيضاء أو السوداء
بالاعتماد على هذا القياس فقط من غير أي
تعديل قد ينتج عنه درجات
أغمق من الأبيض أو درجات باهتة من الأسود
(لأن
الكاميرا «تحاول»
أن
تعدّل إضاءة هذه الأجسام لتكون رمادية)،
ومنها يتم استخدام البطاقة الرمادية لضبط
القياس قبل التصوير.
أما
مقياس الضوء الساقط فإنه يقيس نسبة الإضاءة
بشكل مباشر (وعادة
ما يتم تزويد هذه الأجهزة بنصف كرة من
البلاستيك الأبيض لضمان تجميع إضاءة من
جميع الاتجاهات وبدون طغيان لون على لون
آخر قدر المستطاع).
وتختلف
هذه الأجهزة بحسب صناعتها فمنها ما يقيس
الإضاءة الساقطة على الجسم ويعطي القراءات
المناسبة للكاميرا، ومنها ما يتم استخدامه
لحساب الضوء الساقط «إلى»
الكاميرا.
لذا،
من الضروري جدا قراءة التعليمات المصاحبة
لأي من هذه الأجهزة عند شرائها.
د.
القيادة
(Driving
Mode)
ويقصد
بهذا التعبير التوقيت عند
التقاط الصور.
تختلف
هذه الخيارات بالطبع بين الكاميرات
المختلفة، ولهذا سأتطرق هنا إلى كاميرتي
(كانون
إيوس 7د)،
وأنا واثق
بأنه سيكون هناك 3
خيارات
منها على الأقل مشتركة مع أغلب الكاميرات.
1.
لقطة
مفردة (Single
Shot): وهذا
النمط، كما يوحي الاسم، مناسب للقطة واحدة
(تلو
الأخرى)
ويتميز
بأنه عند تثبيت التركيز على موضوع معين
(باستخدام
التركيز الآلي)
فإنه
يكون ثابتا طالما ظل المصور ضاغطا على زر
الغالق إلى المنتصف.
هذا
يتيح للمصور أن يثبت التركيز
على موضوع معين وثم تغيير وجهة الكاميرا
لالتقاط الصورة.
2.
لقطات
متتابعة (Continuous):
ويستخدم
هذا النمط لالتقاط صور متتابعة من غير أن
يترك المصور زر الغالق.
3.
لقطات
متتابعة سريعة (High-Speed
Continuous): وهو
نفس النمط السابق ولكن يختلف في آلية
تخزين الصورة بحيث يتيح للمصور سرعة أكبر
لالتقاط الصور المتتابعة حتى استنفاد
الذاكرة المؤقتة.
4.
توقيت
ثانيتان (2sec
Timer): ويتم
التقاط الصورة بهذا النمط بعد ثانيتين
من ضغط زر الغالق.
5.
توقيت
عشر ثوان (10sec
Timer): نفس
النمط السابق ولكن بعد عشر ثوان.
النمطان
الأخيران يُستخدمان ليس فقط لإتاحة الحركة
للمصور بعد ضغط الزر، ولكن أيضا للتقليل
من الاهتزاز الذي من الممكن أن يحدث
للكاميرا (ولو
كانت على الحامل).
هذا
الاهتزاز قد لا يكون واضحا للمصور ولكن
يبدو بشكل واضح أحيانا عند النظر إلى
الصورة الناتجة عند تكبيرها إلى حجمها
الطبيعي (أي
إلى مستوى 100%
في
برنامج الفوتوشوب مثلاً)
حيث
ستكون الصورة غير حادة (خصوصا
عند الحواف).
هذا
الاهتزاز ناتج عن تحريك الكاميرا فوق
الحامل (أو
بدونه)
حيث
أن هناك حركة خفيفة لا يحس بها المصور
أحيانا؛ أستطيع أن أشبه هذه الحركة بحركة
قطعة نقد معدنية تتدحرج ساقطة على وجهها
حيث تكون الحركة الاهتزازية كبيرة وبطيئة
ثم تكون صغيرة وسريعة.
ولهذا
يكون من الجيد استخدام أنماط التوقيت أو
استخدام جهاز تحكم (سلكي
أو لاسلكي)
لالتقاط
الصورة من غير لمس الكاميرا.
قد
يكون الأمر دقيقا جداً ولكنه في الحقيقة
ليس بهذه الضرورة أو الخطورة إلا عندما
يشعر المصور بأنه يحتاج إلا ذلك فعلاً.
فهنا،
الخبرة وحدها هي التي تقرر!
الرموز المستخدمة لنوع القيادة، وهي من اليمين إلى اليسار: توقيت ثانيتان، توقيت عشر ثوان، المتتابع، المتتابع السريع، اللقطة المفردة |
هـ.
قفل
المرآة (Mirror
Lock)
وهذه
الخاصية توجد في بعض الكاميرات بشكل مباشر
عن طريق زر لتشغيلها، وقد تكون «مختبئة»
في
بعض قوائم الإعدادات كما هي الحال في
كاميرتي.
هذه
الخاصية هي أيضا لتقليل اهتزاز الكاميرا
قدر الإمكان وذلك لأن المرآة التي تعكس
الصورة إلى العينية للمصور، وعند التقاط
صورة ما، فإنها ترتفع ليتم تعريض المستشعر
خلفها.
حركة
الارتفاع هذه لها بعض الدور في عملية
الاهتزاز وإن كانت بسيطة.
عند
تشغيل هذه الخاصية فإن المصور عليه أن
يضغط زر الغالق مرتين؛ مرة لرفع المرآة
فقط، والمرة الثانية لفتح الغالق والتقاط
الصورة.
قد
يتسبب هذا الأمر ببعض الإرباك إذا كان
المصور ليس معتادا على هذا النظام.
أنا
شخصيا أقوم باستخدام نظام المشاهدة الآنية
في أغلب الأحيان (بسبب
ارتدائي للنظارة وكذلك لسهولة الرؤية
عندما تكون الكاميرا على مستوى منخفض)،
وفي هذا النظام أو الخاصية تكون المرآة
مرتفعة طوال الوقت وتعرض
الصورة على الشاشة الخلفية للكاميرا بشكل
مباشر (وهناك
بعض التحفظ على هذه الطريقة حيث يقال بأن
قياس الضوء في المشاهدة الآنية غير دقيق).
الخاتمة
هذه
بعض الخواص والإعدادات التي تتوفر في
أغلب الكاميرات الرقمية الحالية، ولعل
قراءة كتيب التعليمات سيكون أعمق بكثير
من هذه المقالة، وبالطبع سيغطي كل إعدادات
الكاميرا.
لكنني
حاولت هنا أن أغطي الإعدادات الأكثر
استخداما والأكثر أهمية قدر المستطاع،
مع بعض الأمثلة إن أمكن.
إن
كتيب التعليمات نقطة جيدة للبدء بفهم
الكاميرا التي بين يديك (وإن
كنت محترفاً)
ولكن
مع بعض الخبرة والكثير من التصوير
والاستخدام، سوف تتكون لديك فكرة خاصة
عن كيفية استخدام هذه الإعدادات المختلفة،
لا وبل عن مدى منفعتها لك شخصيا من عدمها.
كنت
أتمنى أن أجعل هذه المقالة قصيرة ولكن لم
أستطع إدراج شيء دون أن أدرج أمراً آخر،
فالموضوعات أصبحت كالمترابطة بالنسبة
إلي.
أرجو
أن يكون هذا المقال مفيداً للمبتدئين
بالأخص وللكل بشكل عام ولو إنه لا يتناول
جميع القضايا المتعلقة بالإعدادات؛
فالكثير من الإعدادات تختلف بين كاميرا
وأخرى (وهذا
من مصادر التنافس بين الشركات كذلك طبعا).
نتمنى
أن نلقاكم في مقال آخر في الأسبوع القادم
إن شاء الله…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق